هل هناك طريقة للتخلص من بلاء اللهف على سمع الغناء؟ وهل هناك دعاء أقوله ينفع الله به في التخلص منها؟
- فتاوى
- 2022-01-01
- أضف للمفضلة
الفتوى رقم (8044) من المرسلة م. ح. ف من المنطقة الجنوبية، تقول: كنت من المستمعين الدائمين إلى الأغاني في كل وقت، وكنت أصوم الاثنين والخميس، ومع ذلك أستمع إلى الأغاني، والآن بحمد الله صرت لا أستمع إليها وأنا صائمة يومي الاثنين والخميس، لكني في بقية الأسبوع أستمع؛ لما أجد في نفسي من لهفٍ على هذه الأغاني، هل هناك طريقة للتخلص من هذا البلاء؟ وهل هناك دعاء أقوله ينفعني الله به في التخلص منها؟
الجواب:
يقول الله -جل وعلا-: {فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ}[1]، ويقول الرسول ﷺ: « كل مولودٍ يولد على الفطرة، فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه »، ويقول ﷺ: « كلكم راعٍ وكلكم مسؤولٌ عن رعيته؛ فالإمام راعٍ ومسؤولٌ عن رعيته، فالرجل راعٍ في بيته ومسؤولٌ عن رعيته، والمرأة راعيةٌ في بيت زوجها ومسؤولةٌ عن رعيتها، والعبد راعٍ في مال سيده ومسؤولٌ عن رعيته، ألا فكلكم راعٍ وكلكم مسؤولٌ عن رعيته ».
من هذه الأدلة يتبين لنا أن الله تعالى فطر الإنسان على الدين، ولكن الإنسانَ تعرض له أمور سواء كان ذكراً أو أنثى.
هذه الأمور التي تعرض له قد تكون مقويةً لهذه الفطرة التي فُطر عليها؛ فإذا كان ما يأتيه هو اتباع الأوامر واجتناب النواهي، فهذا تنمية وتطبيق لهذه الفطرة، وإذا كان خلافَ ذلك فإن هذا من العوارض التي تعرض لهذه الفطرة، وهذا يوجد عند الفرد نفسه، ويوجد في الأسرة، ويوجد في الأمة أيضاً.
فالفرد يحتاج إلى أن يربي نفسه تربية دينية، ورب الأسرة مشروعٌ في حقه أن يربي أسرته تربية دينية، وهكذا المسؤول عن المجتمع يربي مجتمعه تربيةً دينيةً، وإذا كان الأمر على العكس؛ بمعنى أن الشخص أهمل نفسه كما تفعل السائلة، وربّى نفسه تربية سيئة، وأهمل رب الأسرة أسرتَه فتربت تربية سيئة، أو أنه رباها أصلاً تربية سيئة، ومثل هذا المسؤول عن المجتمع إذا أعرض عنه وكان المجتمع يتربى تربية سيئة، فحينئذٍ يكون هناك ضرر على الفرد وعلى المجتمع.
والمقصود أن التربية الحسنة لها ثمارها في الدنيا وفي الآخرة، والتربية السيئة لها آثارها في الدنيا وفي الآخرة، وعلى كل شخص مسؤولٍ عن التربية -بحسب الحقل الذي هو فيه- أن يربي نفسه أولاً، ومن هو مرتبط به ثانياً التربية الشرعية؛ حتى يخرج من عهدة السؤال يوم القيامة، وإلا فلن تزول قدما عبدٍ يوم القيامة حتى يسأل: لمَ فعلت؟ وكيف فعلت؟ لمَ فعلت أي: هل فعلت هذا الأمر لله؟ وكيف فعلت: هل فعلت هذا الأمر طبقاً لشرع الله -جل وعلا- أم لا؟ وبالله التوفيق.