Loader
منذ 3 سنوات

التعريف بالصوفية وطرقها وتاريخها


  • الفِرق
  • 2021-09-20
  • أضف للمفضلة

الفتوى رقم (1616) من مرسل م. م من العراق، والمرسل ص. ع. ف، مصري مقيم في المملكة، يسألان عن: الصوفيَّة وطُرقِها وتاريخها، وهل هناك وجه حقٍ مع أهلها أو لا؟

الجواب:

كلمة الصوفية لفظ من الألفاظ الاصطلاحية، ويختلف مدلولها باختلاف الجهة التي يُمكن أن تضاف إليها؛ ولكنها تجتمع في النهاية بوجود طريقة ٍ يخترعها شخص يدعو إليها، ويُكون له أشخاصٌ يسمّيهم بالمُرِيدِين، ويضع لهم منهجاً يتعاملون فيه معه، ويتعاملون بموجبه فيما بينهم، ويتعاملون -أيضاً- على مُقتضاه مع أسرِهم ومع الناس الآخرين. وبالتالي الطريقة التي يسلكونها في تعاملهم مع ربهم، فهو يضع منهجاً متكاملاً يختاره، وهذا المنهج يحقق مصلحته في الدرجة الأولى من ناحيتين: من الناحية المادية، ومن الناحية الاجتماعية، فيتكوّن له مورد مالي من هؤلاء الأشخاص، ويتكوّن -أيضاً- له مكانة اجتماعية في نفوس مريديه وذويهم؛ وبالتالي يكثر أتباعه، وتتضخم ميزانيته، والرسول -صلوات الله وسلامه عليه- بيَّن الأصل الذي يُتَّبع في هذا الباب، فقد قال ﷺ: « افْتَرَقَت اليهود على إحدى و سبعين فِرْقَة، وافترقت النصارى على اثنتين وسبعين فرقة، وسَتَفْترِق هذه الأمة على ثلاثٍ وسبعين فِرْقة؛ كلّها في النار إلا واحدة، قيل: من هي يا رسول الله؟ قال: من كان على مثل ما أنا عليه اليوم و أصحابي ».

فكلُّ شخصٍ يضع منهجاً، فإن منهجه يُعرَض على كتاب الله وسنة رسوله ﷺ، فإذا وافق هذه المنهج كتاب الله وسنة رسوله ﷺ، فسواءٌ سمي هذا المنهج منهجاً صوفياً، فإن هذه التسمية لا تؤثر عليه؛ وأما إذا كان هذا المنهج مخالفاً لكتاب الله، ومُخالفاً لسنة رسول الله ﷺ، فلا عبرة به، ولا عبرة بمن أسَّسه ويدعو إليه.

وعلى هذا الأساس فيجب على جميع الأشخاص أن يتنبَّهوا لأنفسهم؛ وبخاصةٍ الأشخاص الذين يتواجدون في بلدانٍ تكثر فيها الدعوة إلى التصوف: عليهم أن يبحثوا في منهج الشخص الذي يدعوهم إلى التصوف، و يعرضوا منهجه على كتاب الله وسنة رسوله ﷺ فهذا الذي يجب عليه إتباعه والتمسك به، والرسول ﷺ يقول: « عليك بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهدِيين من بعدي، تمسّكوا بها و عَضُّوا عليها بالنواجذ »، فالشخص الذي يدعو الناس إلى هذا المنهج، وهو منهج ليس بسليم فهو ضالٌ في الحقيقة ومُضِّلٌ، وعلى ولاة الأمور الذين يتمكّنون من صرفه عن هذا الطريق، وتنبيه الناس على أن هذا الطريق ليس بطريق سليم؛ يجب عليهم أن ينبِّهوا أتباعه على طريق الضلال فيمتنعون عنه، وعلى طريق الحق فيتبعونه؛ وكذلك يجب على العلماء الذين يعلمون عن هؤلاء الأشخاص الذين يدعون إلى التصوف، وهذه الدعوة دعوة ضلال عليهم أن يُنبِّهوا الناس على هذا الأمر، وأن يبيِّنوا للناس طريق الحق؛ فإن المسؤولية تقع على عاتق العلماء من جهة، وعلى ولاة الأمور من جهةٍ أخرى؛ لأن العلماء يملكون البيان، وولاة الأمور يملكون التنفيذ.

فتبيَّن لنا من هذا أن الأتباع يجب عليهم الحذر، وأن المتبوعين يجب عليهم أن يخافوا الله، وأن يراقبوه، وأن يرتدِعوا عن تضليل الناس، وأن على العلماء أن يبيِّنوا الحق للناس، وعلى ولاة الأمور أن يأخذوا على أيدي هؤلاء المتبوعين فيمنعونهم، وعلى الأتباع فيُبيَّنون لهم طريق الحق. وبالله التوفيق.