Loader
منذ سنتين

هل يفعل الرسول ﷺ، الفعل المكروه؟


  • فتاوى
  • 2022-02-12
  • أضف للمفضلة

الفتوى رقم (11319) من طلبة علم من الكويت، يقول هؤلاء الطلبة: هناك بعض الأفعال حكمها الكراهة، ومع ذلك قد فعلها الرسول ﷺ، فهل فعله صلّى اللهم عليه وسلم يقع في المكروه؟

 الجواب:

        من المعلوم أن الرسول ﷺ يتصف بصفات متعددة، فمنها أنه قاضٍ، ومنها مفتٍ، ومنها أنه والي حسبة من جهة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؛ وكذلك هو داعية إلى الله -جلّ وعلا-، ويتصرف -أيضاً- بحكمه، وهو والٍ له ولاية عامة على بنى آدم، ويتصرف بتبليغ الوحي عن الله -جلّ وعلا-، ويتصرف -أيضاً- بكونه عبداً مأموراً، ولهذا يقول الله -سبحانه وتعالى- عنه: {قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ}[1]، ويقول ﷺ: « لا تُطرونِي كما أَطرتِ النصارى عيسى بن مريمَ فإنّما أنا عبدُ اللهِ ورسوله ».

        بناء على ذلك كله: هذا السؤال يتعلق بالرسول ﷺ من جهتين:

        أما الجهة الأولى: فهو بصفته مبلغاً.

        أما الجهة الثانية: بصفته مأموراً من جهة الله بامتثال الأوامر واجتناب النواهي.

        فهو عندما يفعل المكروه، هو يفعله اعتباره مبلغاً؛ للدلالة على أن هذا الشيء الذي نهى عنه ليس على وجه التحريم؛ وإنما هو على وجه الكراهة؛ فهو يبين للناس أن هذا الشيء الذي نهي عنه ليس على أصله الذي هو التحريم، فيكون فعله ﷺ ليس مكروهاً، ففعله لا يقال: إنه ينهى عن الشيء ويفعله، ففعله له هو من الناحية التبليغية للأمة لا من الناحية الثانية. وبالله التوفيق.



[1] من الآية (110) من سورة الكهف.