Loader
منذ سنتين

نصيحة لمن يريد أن يكون مكتبةً تحوي أمهات الكتب


  • فتاوى
  • 2021-12-22
  • أضف للمفضلة

الفتوى رقم (4557) من المرسل خ. م. ع من المدينة النبوية، يقول: أنا طالب مُتخرّج من الثانوية، وأريدُ أن أكوّن مكتبةً تحوي أمهات الكتب حبذا لو أرشدتموني إلى ذلك؟

الجواب:

          تكوين طالب العلم مكتبة في بيته، هذه فكرة سليمة؛ ولكن هذه الفكرة من جهة تحقيقها وتطبيقها على وجه سليم يحتاج الشخص الذي يُريدُ أن يطبقها إلى أن يتعرّف أولاً وقبل كل شيء إلى أنواع العلوم كعلم العقائد الملل والمنحل، أو العلوم المُتعلّقة بالقرآن، والعلوم المُتعلّقة بالسنة، والعلوم المُتعلّقة بالفقه وأصوله وقواعده ومقاصد الشريعة، والعلوم المُتعلّقة باللغة من جهة مفرداتها وتراكيبها وأصولها وفقهها إلى غير ذلك من علوم اللغة، وإلى علم التاريخ وسائر العلوم الأخرى.

          ثم يبدأ بعلم العقائد مثلاً يحصر الكُتب التي يتيسر له الإطلاع عليها، وذلك من خلال زيارة المكتبات التي أنشأتها الدولة في عواصم مثل المملكة، فالحكومة جزاها الله خيراً أنشأت مكتباتٍ عديدة خيرية على نفقة الدولة، وفيها كتب قيمة كثيرة وسليمة ومبوّبة، وفيها من يقوم عليها، فيزور الشخص هذه المكتبة، وبعد ذلك ينظرُ في أسماء كتب الفن الواحد، وبإمكانه أن يستشير أمين المكتبة في اختيار الكتب.

          ولكن مما يَحسن التنبيه عليه أن المؤلفات في الفن الواحد مثلاً؛ كالكتب المؤلفة في التفسير، من الظواهر أنّ المُتقدّم يكون أساساً للمتأخر بمعنى أن المتأخر يكون معتمداً على نقل معلوماته أو كثيرٍ منها على المُتقدّم، وليس هذا خاصاً بالتفسير، موجودٌ في التفسير، وفي علوم القرآن، وفي الحديث وفي المصطلح، وفي الفقه، فكتب الفن الواحد تحتاج إلى أن الشخص يُرتِبُها ترتيباً تاريخياً باعتبار الفن الواحد، وباعتبار المؤلّف الواحد، وباعتبار المذهب الواحد، وبالتالي باعتبار المذاهب ما دامت مشتركة في الفن؛ لأن المتأخر كما ذكرت قد يأخذُ جميع كتاب المُتقدّم ولكن يرتبه ترتيباً على غير ترتيب المُتقدّم ويضع له اسماً، فالشخص عندما يجد هذا الكتاب يظن أنه مغاير للكتاب السابق؛ لكن هو في حقيقته متفق مع السابق، فإذاً تُرتب مؤلفات الشخص الواحد في الفن الواحد، ومؤلفات الفن الواحد في المذهب الواحد، والمؤلفات في الفن الواحد على المذاهب المختلفة، ويُنظر في علاقة بعضها ببعض، وينظر في علاقة مؤلفيها بعضهم ببعض وبالتالي يختار الشخص ما هو الأولى والأفضل؛ لأن هذا فيه ناحية اقتصادية لطالب العلم أيضاً من جهة أنه لا يشتري الكتاب الذي يُغني عنه كتابٌ سابقٌ له ولا يغتر الشخص بكثرة ما يُعرض في المكتبات فإن من أهداف العرض هو الحصول على المال، فينبغي للشخص إذا أراد أن يقتني كتاباً في مكتبته يحتاج إلى التنبه إلى أن هذا الكتاب لا يُغني عنه غيره. وبالله التوفيق.