حكم صلا ة الرجل للفريضة في البيت
- الصلاة
- 2021-12-08
- أضف للمفضلة
الفتوى رقم (3069) من المرسل غ، من العراق، يقول: أنا شابٌ مسلم أواظب على الصلاة اليومية ولا أتأخر عن موعدها والحمد لله؛ لكني أصلّي في البيت، وعندما تقام الصلاة في المسجد وبحضور الإمام فإني لا أذهب؛ وذلك لأسبابٍ خارجة عن إرادتي، وأنا أود أن أصلّي في المسجد، ولكن هناك أسباب تمنعني. ما حكم عملي هذا؟ وهل الصلاة بالمسجد كلّ يوم واجبة؟ وهل ينقص ثواب الصلاة إذا كانت في البيت؟ وهل يمكنني أن أعوّض عن الذهاب إلى المسجد بشيٍ آخر يكون إضافياً يكمل نقص صلاتي؟
الجواب:
الصلاة مع الجماعة في المسجد واجبة، فالمكلف واجبٌ عليه أن يصلّي مع جماعة المسلمين في المسجد؛ سواء في صلاة الجماعة أو الجمعة. ولا يعذر عن الإتيان إلى المسجد إلا إذا كان عنده عذرٌ شرعي؛ مثل: النوم، أو المرض، وما إلى ذلك، فإذا كانت له أعذار شرعية، وصلّى في بيته فإنه يُكتب له أجر صلاته كأنه صلّى مع الجماعة؛ لأن هذا العذر ليس راجعاً إليه.
وأما ما يفعله كثيرٌ من الناس من التهاون بالصلاة جماعةً، فهذا أمر لا يجوز، وهم آثمون في ذلك. وما ذكره الشخص من الأسباب التي تمنعه من الإتيان إلى المسجد لم يصرّح بهذه الأسباب، ولو صرّح بها لكان تصريحه معيناً على إجابته، فقد لا تكون معتبرة أصلاً، وقد تكون معتبرة ولكنها تحتاج إلى علاج.
والإنسان عندما يصلّي في بيته ولا يصلّي مع الجماعة، وليس له عذرٌ؛ فقد اختلف أهل العلم هل صلاته صحيحة، ويكون آثماً، وتكون صلاة الجماعة واجبة وقد ترك واجباً. أو أن صلاته ليست بصحيحة؛ لأنه ليس بمعذورٍ، فصلاته مع الجماعة شرطٌ من شروط صحة صلاته إذا لم يكن معذوراً.
وعلى كلّ حالٍ فالواجب على الإنسان أن يحتاط لنفسه في حياته من جهة التقرب إلى الله -جلّ وعلا- بفعل الأسباب التي ترضي الله -جلّ وعلا-، من الأسباب القولية، والفعلية، والقصدية. وكذلك يحرص على ترك الأسباب التي تجعله خاسراً إذا لقي الله-جلّ وعلا-. سواء كان ذلك من جهة الأسباب القولية، أو الفعلية، أو القصدية. ومن أعظم الأسباب التي يجب عليه أن يفعلها الصلاة، فالصلاة ركنٌ من أركان الإسلام، وهي آكد أركان الإسلام بعد الشهادتين، وفعلها مع الجماعة كما سبق تفصيله من أهل العلم من قال: إنها واجبة، ومنهم من قال: إنها شرطٌ في صحة الصلاة إذا لم يكن الإنسان معذوراً. أما إذا كان معذوراً فهذا ليس عليه في ذلك إثمٌ. وبالله التوفيق.