Loader
منذ سنتين

هل ورد تعيين تسبيح كل يوم من العشر الأوائل، وتسبيح للعشر الثانية، وتسبيح للأواخر في رمضان


الفتوى رقم (9720) من المرسل ع. أ، من الجزائر، يقول: في شهر رمضان نقوم بتعيين تسبيح كل يوم من العشر الأوائل، وتسبيح للعشر الثانية، وتسبيح للأواخر، هل هذا وارد عن النبي ﷺ؟

الجواب:

        العبادات التي شرعها الله -جل وعلا- الأصل فيها التوقيف، ومن العبادات ما هو مقيد من حيث العدد، ومن حيث الزمان، ومن حيث المكان، ومن حيث الكيفية. ومن المعلوم أن العبادات الأصل فيها من جهة أصولها وكيفيتها وأعدادها وأمكنتها وأزمنتها -الأصل فيها التوقيف؛ بمعنى: أن الشخص يقف مع الشيء المشروع، فإذا نظرنا إلى العبادات من ناحية الوقت وجدنا رمضان عبادة مؤقتة، لا يجوز للناس أن ينقلوا صيام رمضان ويجعلوه في شهر ذي القعدة أو في أي شهرٍ من شهور السنة، فإن هذه عبادة توقيفية من ناحية وقتها، وهكذا بالنظر لأوقات الصلاة؛ يعني: لا يجوز لهم أن يجعلوا وقت الظهر بعد صلاة الفجر، أو يقدموا صلاة المغرب ويجعلونها بعد العصر من أجل أن يستريحوا، يصلون المغرب والعشاء بعد العصر ويستريحون، فهذه عباداتٌ مؤقتة. ومن ناحية أصولها إذا نظرنا إلى الصلوات الخمس وجدناها محددة من حيث الأصل، وإذا نظرنا إلى صيام رمضان وجدنا أن عدده محدد، وإن نظرنا إلى كثير من العبادات المحددة من ناحية العدد من ناحية أصلها فحينئذٍ نقف على هذا الأصل.

        وهكذا من ناحية الكيفيات؛ يعني: مثل كيفية الركوع، وكيفية السجود، وكيفية الجلوس بين السجدتين؛ كل هذه أمور توقيفية فلا يجوز للإنسان أن يتعدى فيها من ناحية الكيفية.

        وهكذا بالنظر لما شرع في الركوع من ناحية الدعاء، فلو أن شخصاً أراد أن يقرأ القرآن في الركوع، أو يقرأ القرآن في السجود بدلاً من التسبيح المشروع في الركوع والمشروع في السجود، أو أراد أن يقرأ القرآن بين السجدتين ويقول: إن قراءة القرآن عبادة، أو أراد أن يبدل الفاتحة بكلمة: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر؛ فالمقصود أن هذه عباداتٌ قوليةٌ أضيفت إلى مواضع محددة، فلا يجوز للإنسان أن يخرج عن هذا التحديد.

        وفيه جانبٌ آخر وهو عبادات مشروعة في أصلها، لكن عند التأدية قد تكون بدعة إضافية؛ مثل: التكبير، التكبير من حيث الأصل مشروع، مشروعٌ في أدبار الصلوات، ومشروعٌ للإنسان أن يكبر في نفسه: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر؛ لكن عندما ينشئ جماعة المسجد طريقةً للتسبيح في أدبار الصلوات يسبّحون بصوتٍ واحد: سبحان الله بصوتٍ واحد. الحمد لله بصوتٍ واحد. لا إله إلا الله بصوتٍ واحد. الله أكبر بصوتٍ واحد، فإذا نظرنا إلى مطلق التسبيح والتهليل والتحميد والتكبير وجدناه مشروعاً؛ لكن الإتيان به على هذه الكيفية لم يقع من الرسول ﷺ منذ أن شرعت الصلاة حتى توفي، ولم يقع في عصر أبي بكرٍ ولا عمر ولا عثمان ولا علي -رضي الله عنه- فدل ذلك على أن هذا داخلٌ في عموم قوله ﷺ: « من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد ». والتسبيح الذي ذكره هذا الشخص هو لم يوضح المعنى المقصود من هذا التسبيح؛ لكن أنا تكلمت على هذه المسألة بالنظر إلى كثرة الوقوع والظن أن مثل التكبير الجماعي أو التسبيح الجماعي أو ذكر الله جماعةً أن هذا من الأمور المشروعة، فهو مشروعٌ في أصله؛ ولكنه ليس بمشروعٍ على هذه الكيفية، فهو من البدع الإضافية. وبالله التوفيق.