Loader
منذ 3 سنوات

الكتب التي تنصحونها لمن أراد التفقه في الدين ودراسة الفقه والتفسير والحديث


  • فتاوى
  • 2021-09-18
  • أضف للمفضلة

الفتوى رقم (1539) من المرسل ع. ع. م، من حائل، يقول: أنا شاب أبلغ من العمر التاسعة عشرة، وأريد أن أتعلم الفِقه والحديث والتفسير؛ لكني أسأل عن مصادر ذلك، جزاكم الله خيراً؛ لأني أهدف إلى العبادة الصحيحة، وإلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالأسلوب الأمثل.

الجواب:

        هذا السؤال في الحقيقة مهم بالنظر إلى أنه يسال عنه كثير من الشباب، والجواب عن ذلك هو أن العلم الشرعي ينقسم إلى قسمين:

القسم الأول: علم هو غاية.

والقسم الثاني: علم هو وسيلة.

        وكلّ واحد من القسمين لابدّ له من معلّم، والحكومة -جزاها الله خيراً- عممت التعليم في المملكة، وفي جهات أخرى خارج المملكة، والذي يَعنِينَا -هنا- هو أن الموجود في المملكة من دور التعليم معاهد علمية تُدرَّس فيها العلوم الإسلامية دراسة مرتبة على حسب قوة الطالب وعلى حسب ضعفه، وهي مرتبة ترتيباً تصاعدياً لا بالنسبة للسنين، ولا بالنسبة للعلوم المقررة، فالشخص إذا دخل في معهد من المعاهد العلمية، فإنه سيجد منهجاً قوياً من ناحية المواد، وسيجد -أيضاً- منهجاً قوياً من ناحية الحصص المُقدَّرة؛ وكذلك سيجد أساتذة يقومون بتدريس هذا المنهج على الوجه المطلوب، فما على الشخص إلا أن يسارع إلى تسجيل اسمه في أحد المعاهد، إذا كان من الأشخاص الذين تنطبق عليهم شروط القبول، وإذا درس في المعاهد دراسة متوسطة وثانوية ثم بعد ذلك سجّل في إحدى الكليات التي تدرّس العلوم الشرعية، أو التي تدرّس وسيلة من وسائل العلوم الشرعية كعلوم اللغة؛ فإنه -أيضاً- سيجد علوماً جيدة من ناحية الكتب، ومن ناحية الحصص المقدرة، ومن ناحية الأساتذة الذين يقومون بتدريس الطلاب على الوجه المطلوب حسب الإمكان؛ هذا جانب.

        الجانب الآخر الذي ينبغي أن يتنبَّه له السائل أنه يوجد في بعض البلدان، ولعل في البلد التي يوجد فيها هذا الشخص يوجد فيها ما أذكره وهو وجود حِلَق للذِكْر؛ يعني: تدرّس فيها العلوم الشرعية، وتدرّس فيها مفاتيح العلوم دراسة حرة من ناحية الوقت؛ يعني: يأتي الإنسان -مثلاً- بعد صلاة الفجر، أو بعد صلاة الظهر، أو بعد صلاة العصر، أو بعد المغرب، أو بعد العشاء على حسب ما يناسب الشخص الذي يقوم بالتدريس.

        فأنصح الطالب بالبحث عن المسجد الذي يوجد فيه هذا النوع من التدريس، وعليه أن يواظب عليه، وأن يحرص على الاستفادة منه، والتقيَّد به، والسؤال عما يُشكِل عليه.

        الجانب الثالث الذي ينبغي أن يهتم هذا الطالب ويَرجِع إليه هو في نفسه؛ لأن كثيراً من الذين يبحثون عن طلب العلم تجد أنه يبحث عن طلب العلم؛ ولكنه قد أهمل نفسه، فعلى الشخص أن يرجع إلى نفسه، وأن يحرص على إقامتها من جهة الله -جلّ وعلا-بامتثال أوامره وباجتناب نواهيه، وعليه -أيضاً- أن يعتني بكتاب الله -جلّ وعلا-، يقرؤه على مُقرِئٍ من أجل ضبط التلفظ به، يقرؤه قراءةً مُجوَّدة، وبعد ذلك يحرص على حفظه، يحرص على تلاوته، ويحرص على تدبره، ويحرص على العمل به، يحرص -أيضاً- على الدعوة إليه، ويجعل من سنة الرسول ﷺ نصيباً وافراً؛ لأن كثيراً من طلاب العلم يهتم بالعلوم النظامية ويقتصر عليها، والعلوم النظامية الشرعية وإن كانت -في حدّ ذاتها- طيبة؛ إلا أنه قد يحتاج طالب العلم إلى مزيد، فعلى هذا الشخص أن يعتني بسنة الرسول ﷺ.

        وأنا ذكرت في بداية الكلام أن العلوم قسمان، علوم هي غاية، وعلوم هي وسيلة؛ يعني: من جهة العلوم الشرعية، وأنا أضرب أمثلة لذلك؛ لأن وقت البرنامج قد لا يتسع لاستيفاء الأمثلة:

         فعلى سبيل المثال الشخص إذا أراد أن يدرس تفسير القرآن، فتفسير القرآن غاية؛ ولكن هذه الغاية تتحقق بوسائل، من هذه الوسائل معرفة اللغة العربية بجميع فروعها، فمثلاً يعرف المفردات والاشتقاق والتصريف، ويعرف -أيضاً- علم الوضع وعلم النحو وعلم البلاغة؛ هذه يستعين بها على تفسير القرآن من جهة الإفراد، ومن جهة -أيضاً-الترتيب؛ وكذلك علوم القرآن وأصول الفقه، ويحتاج -أيضاً- من السنة ما يُبيّن القرآن، ويحتاج ما ورد عن الصحابة رضي الله عنهم وما ورد عن التابعين، ويحتاج إلى الاطلاع على ما ذكره أهل العلم مما يتعلق بالقرآن، ويحتاج إلى معرفة مقاصد الشريعة؛ فكل هذه باعتبار تفسير القرآن تعتبر من الوسائل التي تساعد الإنسان على معرفة تفسير القرآن. فهذه جملة من المفاتيح التي يستعين بها طالب العلم على تفسير القرآن.

        وكذلك بالنسبة للسُنَّة، عندما يريد الشخص أن يدرس السنة فهو -أيضاً- محتاج إلى ما ذكرته سابقاً، فهو محتاج إلى معرفة أصول الحديث، ومحتاج إلى معرفة أصول الفقه، ومحتاج إلى معرفة مقاصد الشريعة، ومحتاج إلى معرفة علوم اللغة من أجل أن يفهم السنة على الوجه الصحيح، وأن يُنزِلها من القرآن منزلتها التي أرادها الله -جلّ وعلا-؛ وهكذا بالنسبة لسائر العلوم الأخرى التي تكون غاية، ولكلّ غاية منها مفاتيح. وما ذكرته من الأمثلة فيه كفاية. وبالله التوفيق.