الفتوى رقم (529) من المرسل ع.ع من اليمن، يقول: هناك مقبرة كبيرة، وقد أوقفها صاحب خير لأموات المسلمين فقط، وجاء الناس بعد ذلك، واعتدوا على المقبرة وفتحوا فيها طرق للسيارات، مع العلم أن بقربها طرق سهلة؛ ولكن حافظوا على أملاكهم واغتصبوا قبور المسلمين، فما حكم ذلك وخاصة أنهم تجرأوا بالحراثة على هذه المقبرة، وبنوا مدرسة فيها وسكناً للمدرسين ودورات للمياه تتسرب منها الماء إلى القبور؟

الجواب:

المقبرة وقف، والوقف لا يجوز لأحد أن يتعدى عليه، وكونها يوجد فيها أموات دفنوا، وأن فيه من تعدى على الأموات بأنواع من التعدي؛ فلا شك أن هذا لا يجوز، وأن كلّ من تعدى على الأموات فإنه يأثم بقدر ما حصل منه من التعدي.

وعلى السائل أن يتصل بالجهة المختصة في البلد التي فيها المقبرة، ويشرح لهم الوضع شرحاً مفصلاً، ويطلب منهم لجنة تقف على المحل لتشاهد الواقع وتقرره، ويُرفع إلى الجهة المسؤولة لتقرر عليه ما يقتضيه الوجه الشرعي؛ لأن المقابر لها ارتباط بالمحاكم الشرعية ووزارة البلديات؛ فعلى السائل الاتصال بوزارة البلديات لاتخاذ ما تراه مناسباً. وبالله التوفيق.