Loader
منذ 3 سنوات

حكم من يفوته وقت الصلاة بسبب النوم، ولا يصليها إلا بعد خروج وقتها


  • الصلاة
  • 2021-12-03
  • أضف للمفضلة

الفتوى رقم (2308) من المرسل ع. م، من الإمارات العربية المتحدة- دبي، يقول: أنا شابٌ أحافظ على الصلوات والحمد لله؛ ولكن في صلاة الفجر فإن نومي ثقيل، وأستيقظ على صوت المنبه، والوالدة تحاول أن توقظني ولكن دون فائدة، وأحياناً أستيقظ فأذهب إلى المسجد، في أغلب الأحيان يغلبني النوم فلا أصحو إلا بعد طلوع الشمس فأصلّي، كذلك بالنسبة إلى صلاة العصر، قد تفوتني مع الجماعة، فأؤخّرها بسبب النوم، فهل عليّ ذنبٌ في ذلك؟ وبم تنصحوني؟

الجواب:

أما بالنسبة للفجر فإن وقتها ينتهي بطلوع الشمس، فلا يجوز للإنسان أن يؤخّر الصلاة عن وقتها، وفيه نوعٌ من الناس يتأخّرون في نومهم، وهذا التأخر له أغراضٌ مختلفة، فمنهم من يتأخّر لغرض المذاكرة؛ يعني: لطلب العلم، بصرف النظر عن كون العلم الذي يطلبه من العلوم الشرعية، أو من العلوم الأخرى التي يجوز للإنسان أن يتعلّمها، وتعلّمها من فروض الكفايات؛ كتعلم الطب، والهندسة، وما إلى ذلك.

ومن الأشخاص من يتأخّر من أجل الاشتغال بتجارته، ومنهم من يكون تأخّره عن النوم بسبب اجتماعه مع أشخاصٍ، إما لغرضٍ شرعي، أو لغرضٍ غير شرعي.

المقصود أن الشخص يتأخّر عن النوم، وتأخّره له سبب، ينبغي أن يعيد النظر في هذا السبب، ويعالجه من أجل أن ينام مبكراً، فإذا نام مبكراً فإنه يستيقظ مبكراً، وبهذه الطريقة لا يتأخّر عن صلاة الفجر. وفيه أناس ينامون مبكرين، ولكنهم لا يبالون في صلاة الفجر، ولا يقومون للصلاة؛ إلا إذا أراد أن يذهب إلى المكتب، وفي يوم الخميس والجمعة لا يصلّي الفجر؛ إلا إذا أراد أن يذهب إلى صلاة الجمعة، ولا شك أن هذا أمرٌ لا يجوز، والإنسان الذي يتعمد تأخيرها يُخشى عليه.

وكذلك بالنسبة لصلاة العصر، فلها وقت اختيار، ولها وقت ضرورة.

ووقت الاختيار يبدأ من خروج وقت الظهر، وخروج وقت الظهر ينتهي إذا كان ظل كلِّ شيءٍ مثله مع فيء الزوال، فيدخل وقت العصر حتى يكون ظل كلِّ شيءٍ مثليه مع فيء الزوال، هذا هو وقت الاختيار، ووقت الاضطرار من خروج وقت الاختيار إلى غروب الشمس.

ويجب على الإنسان أن يتنبه لنفسه، وأن يحافظ على هذه الصلوات الخمس في أوقاتها؛ لأن الصلاة ركنٌ من أركان الإسلام، وهي آكد أركان الإسلام بعد الشهادتين، ولهذا جاءت في الترتيب بعد شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله.

وينبغي للإنسان -أيضاً-أن يستخدم منبهاً إذا كان بمفرده، ولم يكن عنده أحدٌ ينبّهه، وإذا كان عنده أحدٌ ينبّهه واستعمل منبّهاً -أيضاً- من باب الاحتياط، فهذا خيرٌ على خير.

المقصود أنه لا يفرّط؛ بل يحتاط لنفسه، ولا يعتمد على غيره من ناحية الإيقاظ.

وبالنسبة لما ذكره من نوم العصر، فكثيرٌ من الموظفين إذا جاؤوا من أعمالهم، وتناولوا طعام الغداء ينامون، وبعضهم لا يقوم ويصلّي العصر إلا بعد المغرب، وهذا فيه خطورةٌ أيضاً؛ بل ينبغي للإنسان أن يؤخر الغداء حتى يصلّي العصر، فإذا صلى العصر بإمكانه أنه يتغدى وبعد ذلك ينام، أما أنه يتغدى وقت الأذان، فإذا انتهى من غدائه نام وترك الصلاة، هذا أمر لا يجوز، وكلّ شخصٍ مسؤول عن ذنبه، محاسبٌ على عمله، وعليه أن يتعاهد نفسه، وأن يتفقد نفسه. وبالله التوفيق.