علاج الوسوسة بالدعاء المأثور من المشاكل الماضية
- فتاوى
- 2021-12-22
- أضف للمفضلة
الفتوى رقم (4502) من مرسل لم يذكر اسمه، يقول: ما هو علاج الوسوسة بالدعاء المأثور من المشاكل الماضية وذلك لأنني لم أعد أنسى تلك المشاكل وهي على بالي دائماً؟
الجواب:
الوسوسة من الأمور التي تعرض للإنسان وتخرجه عن حد الاعتدال؛ إما أن يخرج إلى الإفراط، وإما أن يخرج إلى التفريط، والوسوسة يكون لها أسباب، وينبغي لمن أصيب بها أن يبحث عن الأسباب التي نشأت عنها الوسوسة، وذلك بالموازنة بين حاله قبل حدوث الوسوسة وبين حاله بعد حدوثها.
فمن أسباب الوسوسة: ما يعرض للإنسان من المشاكل، قد تكون المشاكل هذه مالية يعني يخسر خسارة مالية، وقد تكون من الناحية العائلية من جهة أبيه أو من جهة أمه أو من جهة زوجته أو من جهة أولاده، أو من جهة أحدٍ من الناس من أصدقائه، ويقع منهم عليه ما لا تحمد عقباه فيصاب بالوسوسة.
ومن أسباب الوسوسة: ما يستعمله بعض الشباب من العادة السرية وهذه من أخطر الأمور التي تحدث عند الإنسان الوسوسة.
ومنها: أن يكون عنده تهاون في أمر الطاعات، ويكون عنده تهاونٌ بارتكاب المعاصي يعني فعل المحرمات، والتساهل بفعل الطاعات من جهة، والإقدام على فعل المحرمات من جهةٍ أخرى يضعف الجانب الإيماني عند الشخص، فيتسلط عليه الشيطان فيوسوس له في الوضوء، ويوسوس له في الصلاة، ويوسوس له في الحج، حتى أن شخصاً سألني فقال: إنني لا أستطيع أن أصلي، أمر المسجد والناس يصلون ولا أصلي، يعني ما يصلي أبداً! ولا شك أن هذا من تسلط الشيطان على الإنسان.
وعندما يحدد الشخص المصاب بالوسوسة السبب الذي نشأت عنه الوسوسة عند ذلك يسهل العلاج.
ولكن بوجهٍ عام عليه أن يرجع إلى تقوية العلاقة فيما بينه و بين ربه بامتثال أوامره واجتناب نواهيه، وأن يسأله جل وعلا أن يزيل منه هذا المرض، فإن الله -سبحانه وتعالى- على كل شيءٍ قدير.
ومن الأمور التي تحتاج إلى تنبيهٍ بصفة خاصة:
هي أن الشخص عندما يكون مصاباً بالوسوسة في الوضوء فالطريقة هي أنه يعقد العزم على أنه يتوضأ مرةً واحدة، ولا يعيده؛ لأن الشيطان يتسلط عليه، يقترح عليه أنه يعيد الوضوء مرتين أو ثلاث، حتى أن شخصاً سألني وقال: إنني أدخل لأتوضأ من أجل أداء صلاة المغرب فيؤذن العشاء وأنا لا أزال أتوضأ للمغرب! ولا شك أن هذا يحتاج إلى أن الشخص يعالج نفسه برفض ما زاد على الوضوء مرةً واحدة.
وكذلك بالنظر إلى الصلاة، قد يصلي الإنسان خمس مرات، حتى أن شخصاً سألني فقال: إنني في بعض الأحيان أصلي عشر مرات، ولا شك أن هذا أيضاً لا يجوز للإنسان أن يفعله فيصلي مرةً واحدة سواءٌ صلى مقتدياً بالإمام أو إذا لم يتمكن من أداء الصلاة جماعةٍ لعذرٍ من الأعذار الشرعية كالمرض ونحوه، فإنه يصلي مرةً واحدة.
وهكذا بالنظر إذا عرض له الوسواس فيما يتعلق بصيامه، فإنه لا يلتفت إليه، وكذلك بالنظر إذا عرض له الوسواس في الحج، يعرض له في الإحرام، يعرض له في الطواف، يعرض له في السعي، وهكذا فإنه يرفض هذه الأمور. يعتمد على الله جل وعلا ويسأله الإعانة. وبالله التوفيق.