حكم الصلاة ركعتين بعد الوتر في المسجد حتى العشرين من رمضان
- الصلاة
- 2021-12-08
- أضف للمفضلة
الفتوى رقم (2993) من المرسل ع. ع.ق، يقول: في رمضان كانت العادة أن نصلّي بعد العشاء ثماني ركعات في التراويح، والشفع والوتر، ثم ننصرف إلى بيوتنا؛ ولكن منذ سنة أو سنتين رأيت بعض الأئمة يصلّي ركعتين جماعة في المسجد بعد الوتر؛ إما بنية سنة العشاء، أو بنية نافلةٍ مطلقة. وذلك كلّ يوم، حتى العشرين من رمضان. فهل يجوز ذلك؟ أو أن هذا من البدع، فإننا نخشى ذلك؟
الجواب:
الإنسان إذا عمل عملاً لله، فلا بدّ فيه من الإخلاص والمتابعة. فهذان شرطان لا بدّ منهما. فالإخلاص أن يكون العمل خالصاً لوجه الله، والمتابعة أن يكون العمل موافقاً لشرع الله. والرسول ﷺ صلّى التراويح في نفسه. وعمر بن الخطاب -رضي الله عنه- جمع الناس بعد وفاة رسول الله ﷺ، وصلوا التراويح.
وعائشة -رضي الله عنها- تقول: « ما كان رسول الله ﷺ يزيد على إحدى عشرة ركعةٍ، لا في رمضان ولا في غيره » وهذا حسب علمها، وإلا فالمنقول عنه أنه قد يصلّي ثلاث عشرة ركعة؛ ولكن المنقول -بكثرةٍ- عنه أنه كان يصلّي إحدى عشرة ركعة، ويصلّي ثماني ركعات، ثم بعد ذلك يصلّي الشفع ركعتين، والوتر ركعة.
وعمر -رضي الله عنه- جمع الناس وصلّاها عشرين ركعةً، وبعد ذلك الشفع ركعتان، والوتر ركعةً واحدة. والأمر في هذا واسعٌ؛ ولكن العبرة بضبط الصلاة من جهة إطالة القيام، والقراءة، والركوع، والسجود، وما إلى ذلك.
وكثيرٌ من الناس ينظر إلى العدد في الصلاة، ولا ينظر إلى الكيفية، فقد يقرأ في التراويح ثلاث ورقات، أو أربع ورقات، وبعضهم يقرأ ورقتين، يصلّي أربعاً، ويقرأ ورقتين، ويقرأ في كلّ تسليمةٍ صفحةً واحدةً يقسمها قسمين. ويقول إذا قيل له: لماذا تعجل الصلاة؟ قال: الرسول ﷺ كان يصلّي في رمضان أربع تسليمات، فأنا أقتدي به في هديه من حيث العدد؛ ولكنه لم يقتدِ به في هديه من حيث الكيفية.
أما بالنظر لما يفعل بعد الوتر مما ذكره السائل، فهذا بدعة؛ لأن الرسول ﷺ، لم يُعرف عنه أنه يفعل ذلك على سبيل الاستدامة.
فقد نُقل عنه أنه صلّى ركعتين في بعض الأوقات؛ ولكن ليس على سبيل الدوام. وأما إذا فعله الإنسان على سبيل الاستدامة؛ وبخاصةٍ فعله جماعةً، فأنا لا أعلم دليلاً يدل على ذلك. وخيرٌ للإنسان إذا أراد أن يعمل عملاً أن يسأل عن هدي الرسول ﷺ، ويتبعه. وبالله التوفيق.