حكم النياحة على الميت وحضور هذه المآتم
- الجنائز
- 2021-10-02
- أضف للمفضلة
الفتوى رقم (1942) من المرسلة السابقة، تقول: ما حكم الشرع في النياحة على الميت والاستماع إليها، علماً أن عندنا مآتم تحضر فيها النساء فيندبن الميت وينحن عليه، ولا يقبلون التعازي إلا بهذا الشكل، فماذا تنصحونا؟ هل نذهب إلى تلك المآتم ونعزي، أو نتركهم؟
الجواب:
المجتمع الذي تنتشر فيه النياحة ، ينبغي أن يتدارك هذا المجتمع بالتوعية، وتكون التوعية من كل شخصٍ بحسبه، فمن كان عنده علمٌ بأن جهةً من الجهات توجد فيها هذه الأمور، فبإمكانه أن يبلغ الجهة المعنية في بلده لتقوم بما يلزم، ومن جهةٍ أخرى يكون فيه توعيةٌ فردية، يعني بين النساء، وبين أولياء أمورهن ، فيبين بعض النساء لبعضٍ أن هذا العمل محرمٌ، ويبين أيضاً هذا لأولياء أمورهن حتى لا يحصل تمكينٌ لهن في هذا الأمر، وهذا الأمر لا شك أنه محرمٌ، فلا يجوز فعله ؛ لأن الرسول صلوات الله وسلامه عليه بين أن هذا من آثار الجاهلية، فقال ﷺ: « أربعٌ في أمتي من أمر الجاهلية لا يتركونهن، وذكر منهنّ النياحة على الميت ».
ومن جهةٍ ثانية لا يجوز للشخص أن يذهب إلى هذا المكان سواءٌ أكان رجلاً أو كان أنثى ؛ لأن هذا من التعاون على الإثم والعدوان، فلا يجوز له أن يذهب من أجل أن يشارك وإذا ذهب من أجل التعزية فإنه يعمل أمرين:
الأمر الأول: هو بيان التعزية الشرعية.
والأمر الثاني: هو بيان أن هذا العمل لا يجوز، وبإمكانه أن يغير المنكر على قدر استطاعته، فإن الرسول ﷺ قال: « من رأى منكم منكراً فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه »الحديث.
وذلك أن الناس على ثلاث درجات:
الدرجة الأولى: الذين يملكون التنفيذ، وهؤلاء هم الذين بيدهم السلطة، وهؤلاء هم الذين يغيرون باليد.
والدرجة الثانية: هم أهل العلم: هم الذين يغيرون العلم بالبيان، يبينون أن هذا العمل منكر.
والدرجة الثالثة: عامة الناس الذين ليس لهم حقٌ من ناحية التنفيذ، وليست عندهم قدرةٌ على البيان ، فهؤلاء يغيرون بقلوبهم.
وكذلك صاحب العلم إذا كان لا يتمكن من البيان بعلمه أو أن بيانه بعلمه قد يترتب عليه مفسدةٌ أكبر، فإنه يبغض بلسانه، وعلى كل حالٍ .
فعلى المسلمين أن يتآمروا بالمعروف ، ويتناهوا عن المنكر، وأن يكونوا يداً واحدةً، وبالله التوفيق.