Loader
منذ 3 سنوات

حكم الخروج للدعوة في سبيل الله أياماً محددة


  • فتاوى
  • 2021-09-24
  • أضف للمفضلة

الفتوى رقم (1768) من المرسل السابق، يقول: هل يوجد دليلٌ من كتاب الله وسنة نبيه ﷺ على الخروج في سبيل الله ثلاثة أيام، أو أربعين يوماً في الدعوة إلى الله؛ أي: دعوة الناس إلى الصلاة وإلى الإسلام؟

الجواب:

مسألة الخروج وتحديدها بعددٍ معين ليس له أصلٌ من جهة الشرع، والذين استخدموا هذا التحديد التمسوا له شيئاً من الأدلة؛ ولكنها لا تدل على المقصود.

        نعم، جاءت مشروعية الخروج للجهاد في سبيل الله؛ سواءٌ كان من باب فرض العين، أو كان من باب فرض الكفاية، وجاءت الأدلة الدالة على مشروعية طلب العلم:"فَلَوْلَا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ"[1]، والله -جلّ وعلا -لم يحدد مدة في ذلك؛ بل على حسب ما تقتضيه الحاجة.

 أما تحديد المدة على ما هو موجود عند بعض الأشخاص الذي أسسوا جماعات، وأضافوا إليها أسماء، منهم من يقول -مثلاً-: جماعة التبليغ، ومنهم من يقول: جماعة الإبلاغ، ومنهم من يقول: شباب محمد، ومنهم من يقول: شباب أبي بكر، إلى غير ذلك من الأسماء، ويضعون لها أنظمة، لا تكون هذه الأنظمة مستمدة من كتاب الله، ولا من سنة رسوله ﷺ؛ وإنما يضعها الأشخاص الذين يؤسّسون هذا المذهب.

        وعلى العبد أن يقتدي برسول الله ﷺ ؛ فإنه هو القدوة الحسنة المعصومة، ولا شك أن الشخص الذي يتبع الرسول -صلوات الله وسلامه عليه- قد سلك طريقاً سليماً.

        والرسول ﷺ ما سلك هذا المسلك في حياته للصحابةرضي الله عنهم فما وضع لهم خطة، يخرجون عن المدينة ثلاثة أيام، أو يخرجون سبعة أيام، أو يخرجون أربعين يوماً؛ ينزلون في البر، وإلا ينتقلون من بلدٍ إلى بلد، يسكنون فيها فترة من الزمن؛ هذا كلّه ليس له أصل في الشرع.

 صحيح الدعوة إلى الله من الأمور المفروضة على الناس، وسيد الدعاة إلى الله هو محمد ﷺ.

فنحن ندرس دعوته، ندرس طريقته في الدعوة، ونسلك هذه الطريقة، والشخص إذا نظر في القرآن وجد أن كلّ رسولٍ أرسله الله إلى قومه، يدعو قومه إلى عبادة الله وحده لا شريك له.

وطرق الدعوة موجودة في القرآن، وموجودة في سنة الرسول -صلوات الله وسلامه عليه- وأخذها الصحابة عن رسول الله ﷺ ؛ وهكذا التابعون، ومن بعدهم من سلف هذه الأمة ومن خلفها الصالح.

أما الذين يحددون هذه المبادئ، ويضيفون لها أسماء، ويضعون أنظمة، ويضيفونها إلى الإسلام، يقولون: إن هذه من الإسلام؛ فلا يجوز أن يضاف إلى الإسلام ما ليس منه.

 وكما ذكرت فيما سبق على العبد أن يأخذ منهجه من كتاب الله، ومن سنة رسوله ﷺ ؛ لأن كثيراً من الناس الذين ينتسبون إلى المبادئ التي ليست بطيبة؛ كلهم ينسبونها إلى الإسلام؛ مثل: القاديانية، والبهائية، وكثير من المبادئ الهدامة فاسدة؛ وكذلك دعاة التصوف المنحرف؛ كلُّ هؤلاء ينسبون إلى الإسلام ما ليس منه.

        فعلى الشخص ألا يغتر بالناس، وأن يأخذ منهجه من كتاب الله، ومن سنة رسوله ﷺ كما أخذ الصحابة رضي الله عنهم ذلك، وكما أخذه التابعون. وبالله التوفيق.



[1] من الآية (122) من سورة التوبة.