الفتوى رقم (688) من المرسلة السابقة، تقول: هل يجوز للمرأة أن تعمل بعد ما أكملت دراستها وأصبحت امرأة متعلمة؟ أم يجب عليها الجلوس في منزلها؟

الجواب:

مسألة عمل المرأة في الحقيقة من الناس مَن سلك فيها مسلكاً أفرط فيه وزاد، وجعلها تشتغل كالأشغال التي يشتغلها الرجال، وتختلط بالرجال؛ أي: لا فرق بين الرجل والمرأة في أمكنة العمل. ومنهم من قصّر في ذلك، فمنع المرأة أن تدخل المجتمع بأي وجه حتى على سبيل التعليم.

        والوسط في ذلك: أنه لا مانع من عملها إذا كانت تعمل مع بنات جنسها؛ كالمدرسات اللاتي يدرسن بمدارس البنات، فلا شيء فيه؛ ولكن إذا كانت تخرج من بيتها وتختلط بالرجال، وتعمل معهم؛ ففيه جانب مصلحة وهو العمل، ومفسدة وهو العمل مع الرجال، وهذه المفاسد تحدث تدريجياً.

        فعلى المرأة أن تنظر في أمرها وألا تنساق مرجحة جانب العمل على جانب كرامتها ودينها وإيمانها.

فما دام أن الشارع حافظ عليها، ووضع لها قواعد من جهة المحافظة عليها من جميع النواحي، فلم يجعل لها حق النكاح على نفسها للمحافظة على كرامتها، فيجب ألّا تضع نفسها إلا في موضع لا يترتب عليه مفسدة محضة أو راجحة أو مساوية للمصلحة التي تريدها؛ بل عليها وضع نفسها فيما كان مصلحة محضة أو راجحة. وبالله التوفيق.