نذرت ذبح ذبيحة في سطح منزلهم هل يجب الالتزام بهذا المكان؟
- الأيمان والنذور
- 2021-07-25
- أضف للمفضلة
الفتوى رقم (6454) من المرسل السابق، يقول: بيتنا تعرض للصواعق أكثر من مرة بإرادة الله -جل وعلا- , وفي المرة الأخيرة قامت الوالدة بنذر ذبيحة لله عزوجل في كل سنة وحددت الشهر الذي وقعت فيه الصاعقة ومكان الذبيحة فوق سطح المنزل وقد حاولت أكثر من مرة اقناعها بأن الذبح يكون في أي مكان ولكن بحكم كبر سنها تصر على أن يكون الذبح فوق سطح البيت , أرجو إفادتي حيال إقناع والدتي بترك هذا الأمر هل أنا محق؟
الجواب:
العقوبات الأخروية لها أسبابها، والعقوبات الدنيوية لها أسبابها. وسواء كانت هذه العقوبات عقوبات بدنية أو عقوبات مالية، وسواء كانت عامة أو كانت خاصة، فقد قال -جل وعلا-: "ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ"[1]؛ فالفساد الذي يقع في البحر وفي البر هذا من العقوبات. "بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ"[2] يعني بالمعاصي التي يفعلونها من ترك الأوامر وفعل المحرمات. وتخصيص هذا البيت بنزول الصواعق عليه دون بيوت الناس هذا يحتاج أهل البيت إلى أن يرجعوا إلى أنفسهم ويبحثوا عن الأسباب التي يزاولونها، هل هم يزاولون أسباباً محرمة من ترك واجب أو فعل محرم؛ لأن ترك الواجبات سبب للمعاصي؛ وكذلك فعل المحرمات سبب للعقوبات؛ كما قال -تعالى-:"وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ"[3]؛ فينبغي النظر في حال أهل البيت بدءاً من رئيس الأسرة وهو الأب؛ وكذلك الأم، وكذلك الأولاد، فيبحثون عن الأسباب ويعالجون هذه الأسباب.
أما بالنظر إلى النذر الذي نذرته أمك فهذا نذر طاعة؛ ولكنه لا يتقيد بالمكان الذي ذكرته؛ لأن المكان الذي ذكرته ليست له خصوصية؛ كمن نذر أن يذبح في مكة فهذا له خصوصية من ناحية الفضل.
أما تخصيص مكان معين فهذا ليس فيه خصوصية. وعلى كلّ حال إن ذبحت في السطح أو ذبحت في أي مكان مما يجوز الذبح فيه جاز لها ذلك؛ لكن المهم هو البحث عن أسباب نزول هذه الصواعق على هذا البيت دون غيره. وبالله التوفيق.