كيف التعامل مع الإخوان الذين يتساهلون في الصلاة
- الصلاة
- 2021-06-17
- أضف للمفضلة
الفتوى رقم (290) من المرسل ع-م من مدينة بريدة، يقول: عندي إخوان أكبر مني وأصغر مني، وعندما أخرج إلى الصلاة فهم لا يخرجون معي، مع العلم أنه يجمعنا بيت واحد، فماذا أفعل معهم؟
الجواب:
هذا السؤال له أهمية كبيرة بالنظر إلى أن كثيراً من الأشخاص يتساهلون في الصلاة، ولا أقول إن الشباب ينفردون في هذا الشيء، فترك الصلاة أو تأخيرها عن وقتها أو صلاتها في البيت وأنه لا يصلي مع الجماعة هذا مع الأسف كثير جدا.
فمن الناس من يترك الصلاة جحداً وعناداً وهذا كافر بإجماع المسلمين، ومنهم من يتركها تهاوناً وكسلاً، وهذا أيضا ًكافر على الصحيح من أقوال أهل العلم.
ومنهم من يترك الصلاة في الجماعة دون عذر، وهذا لا يجوز أيضاً؛ لأن صلاة الجماعة واجبة والنبي ﷺ داوم عليها في حياته، وكذلك الخلفاء من بعده، وكذلك الصحابة وما سمح بترك صلاة الجماعة حتى في وقت القتال، وجاءت أدلة كثيرة جداً تدل على وجوبها مع الجماعة.
ومن الناس من يصليها بعد خروج وقتها، ومنهم من يصلي تارة ويتركها تارة أخرى، ومنهم أيضاً من يصلي في رمضان إذا جاء رمضان يتعاهد الصلوات مع الجماعة وكذلك صلاة الجمعة، ومنهم من يصلي صلاة الجمعة فقط ويترك الصلاة بقية الأسبوع.
المهم أن الناس يتنوعون في مخالفتهم لأوامر الله ورسوله في شأن الصلاة، فعلى المسلم أن يتقي الله في نفسه، ويحافظ على هذه الصلاة؛ لأنها أعظم أركان الإسلام بعد الشهادتين.
وبناء على هذا الكلام من جهة أهمية الصلاة من حيث الأصل والمحافظة عليها في وقتها، وكذلك من جهة أدائها مع الجماعة، فالأشخاص الذين يبلون بأشخاص عندهم في البيوت قد يكون الأب لا يصلي والابن يصلي، أو العكس يكون الأب محافظ على الصلاة، ولكن الابن لا يصلي، أو يكون أحد الإخوة هو الذي يصلي والبقية لا يصلون.
فإذا وجد شخص في البيت أو أكثر، فحينها على الأشخاص الذين يحافظون على الصلاة أن ينصحوا الذين يتخلفون عنها، عليهم أن ينصحوهم بقدر ما يستطيعون، ولا شك أن الأب له سلطة على أبنائه إذا كان محافظاً على الصلاة، فعلى الأب أو الابن أو الأخ أن ينصح من يتخلف في الصلاة من الأشخاص الذين عنده في البيت على قدر استطاعته، فإن تغيير المنكر له ثلاث درجات، وكل درجة لها صنف من الناس، فالنبي ﷺ قال: « من رأى منكم منكراً فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه ».
والناس ثلاثة أصناف:
الصنف الأول: جعل الله لهم ولاية التنفيذ، وهؤلاء هم الذين يستطيعون أن يغيروا المنكر بأيديهم، وهم المسؤولون عن تحقيق هذه الدرجة وهم الحكام، والإداريون ومن ينوب عنهم في مجال التنفيذ، هؤلاء هم المعنيون بقول الرسول ﷺ: « من رأى منكم منكرا فليغيره بيده » هؤلاء يستطيعون التغيير باليد.
الصنف الثاني: هم العلماء؛ فالعلماء وظيفتهم أنهم يبينون لعامة الناس، ويبينون للحكام الإداريين ما يحرم وما يحل؛ يعني ما يجب إنكاره وما لا يجوز إنكاره، وهؤلاء هم المعنيون بقول الرسول: « فإن لم يستطع فبلسانه »، فهؤلاء هم أهل البيان.
الصنف الثالث: عامة الناس الذين ليس لهم حق التنفيذ، ولم يكن عندهم علم يستخدمونه لبيان ما يحل وما يحرم، فهؤلاء عليهم أن يبغضوا الشر وأهله، وأن يحبوا الخير وأهله في قلوبهم، وكذلك أهل العلم الذين يمنعون عن البيان هؤلاء أيضاً عليهم أن يبغضوا الشر وأهله في قلوبهم؛ لأنهم لا يستطيعون أكثر من ذلك، وعلى أساس هذا التقسيم جاء قول الله: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ "[1].
فطاعة الله طاعته في كتابه، وطاعة الرسول طاعته في سنته، وطاعة أولي الأمر الحكام الإداريين هؤلاء يطاعون في التنفيذ على وفق شرع الله، والعلماء يطاعون على وفق بيانهم لشرع الله، وقد قال النبي ﷺ: « لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق »، والمطيعون للحكام والعلماء هم بقية الناس، وبالله التوفيق.