Loader
منذ سنتين

مريض يشق عليه الصيام في رمضان، ولايستطيع أن يطعم


الفتوى رقم (3607) من المرسل ج. ج. م، من عفيف يقول: كنت مريضاً قبل شهر رمضان الماضي، وجاء شهر رمضان، ومنعني الدكتور من الصوم؛ بحجة أن جسمي ضعيفٌ جداً وبحاجة إلى الغذاء، وقال لي: ليس على المريض حرج، ثم قال لي: لا تصم، فمرضك بسبب سوء الغذاء، وحاولت أن أصوم خفية عن الدكتور وعن أهلي، ولكنني لم أستطع، ثم إنني لا أستطيع أن أطعم عن كلّ يومٍ مسكيناً حتى الآن، فماتوجيهكم؟

الجواب:

 أما ما يتعلق بعجزك عن الصيام بسبب المرض، وذلك نتيجة تجربة منك، ولم تعتمد على كلام الدكتور، والمفروض: أن الدكتور حينما نصحك بالإفطار بأنك لا تستطيع الصيام بسبب المرض، أن تأخذ بنصيحته؛ لأنه من أهل الذكر في هذا المقام، والله تعالى يقول: "فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ"[1].

        ومن قواعد الشريعة التي تكون هذه المسألة في فرع من فروعها: أن المشقة تجلب التيسير، والمرض سببٌ من أسباب التخفيف. وهذه القاعدة مقررة لأدلةٍ كثيرةٍ من القرآن ومن السنة، ومن أبلغ ما جاء في هذا قول الله جلّ وعلا: "مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ"[2]، فكلمة (حرج) نكرة وقعت في سياق النفي وهو كلمة (ما)، وأكّد هذا النفي بكلمة (من) فهذا نفيٌ للحرج، وحينئذٍ ينبغي لك أن تأخذ بهذه الرخصة.

أما القضاء فإنه باقٍ في ذمتك حتى تستطيع، فمتى استطعت القضاء فإنك تقضي، وليس عليك إطعامٌ بسبب الفطر، إنما يكون الإطعام في أحوال أخرى منها أنك لو استطعت الصيام وأخّرته حتى أدركك رمضان آخر، ففي هذه الحال تقضي وتكفّر بسبب التأخير. وبالله التوفيق.



[1] من الآية (43) من سورة النحل.

[2] من الآية (6) من سورة المائدة.