Loader
منذ 3 سنوات

الفرق بين الحلم والرؤيا


  • فتاوى
  • 2021-09-23
  • أضف للمفضلة

الفتوى رقم (1760) من المرسلة السابقة، تقول: ما الفرق بين الحلم والرؤيا، وما صحة هذا في الإسلام؟

الجواب:

الشخص عندما ينام في الليل أو في النهار، وهو قبل نومه قد يكون متعباً، وقد ينشغل باله في أمرٍ من الأمور، ما يراه في نومه قد يكون نتيجة لما حصل عليه من تعب، ويكون هذا أضغاث أحلام، وقد يكون نتيجة لتكييف النفس للشيء الذي كان يشغل باله قبل نومه، فتكيّف له نفسه هذا الشيء، ويظن أن هذا حق؛ كأن يتمنى حصول أمر من الأمور؛ مثلاً واقع في مشكلة ويتمنى أن تكون النتيجة على وضعٍ معين، فنفسه تكيّف -مثلاً- هذا الأمر.

وهناك أمورٌ ليست من أضغاث الأحلام؛ ولكنها تكون منبهةً للشخص، أو منبهةً لغيره؛ قد يكون فيها تحذير، وقد يكون فيها تبشير للشخص.

فإذا وقع الشخص في أمرٍ من الأمور؛ حصل عليه خلل في شيء من عباداته، أو عمل عملاً صالحاً، فقد يرى في الحالة الأولى ما يكون فيه تحذيرٌ له، ويرى في الحالة الثانية ما يكون فيه تبشيرٌ له؛ فإن الرسول ﷺ قال: « الرؤيا جزءٌ من ستةٍ وأربعين جزءاً من النبوة »[1]. ويقول ﷺ: « لم يبقَ من مبشرات النبوة إلا الرؤيا الصالحة يراها المسلم أو ترى له »[2]، وهذا لا يكون من باب الأحلام التي تذهب هباءً منثوراً؛ ولكنه رؤيا، وتكون هذه الرؤيا حق؛ وبخاصةٍ إذا كان الشخص -مثلاً- صادقاً في حديثه وفي يقظته؛ فإن هذا تصدق رؤياه إلا ما شاء الله.

 وهناك ما يدل على أصل وجود الرؤيا؛ كما وقع ليوسف - عليه وعلى نبينا وعلى جميع الأنبياء والمرسلين الصلاة والسلام- ذكرها الله -جلّ وعلا- في سورة يوسف من بدايتها حتى انتهت بوقوعها، والرسول -صلوات الله وسلامه عليه- بدئ بها، فما كان يرى رؤياً إلا جاءت مثل فلق الصبح.

        وقد تكلّم ابن القيم على الرؤيا في كتابه (إعلام الموقعين) كلاماً قيّماً، وهناك كتب مؤلفة واسعة في هذا المجال؛ ولكن لا ينبغي للشخص أن يعتقد كلّ ما يجده فيها من تأويل. وبالله التوفيق.



[1] أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب التعبير، باب الرؤيا الصالحة جزء من ستة وأربعين جزءً من النبوة(9/31)، رقم(6989)، ومسلم في صحيحه، كتاب الرؤيا (4/1773)، رقم(2263).

[2] أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب التعبير، باب المبشرات(9/31)، رقم(6990)، ومسلم في صحيحه، كتاب الصلاة، باب النهي عن قراءة القرآن في الركوع(1/348)، رقم (479).