Loader
منذ 3 سنوات

حكم منع الوالدين الولد من إعفاء اللحية


  • فتاوى
  • 2021-05-23
  • أضف للمفضلة

الفتوى رقم (32) من المرسل أ.ع. ت من مصر، يقول: أنا طالب في الثانية والعشرين من العمر، وما زال أهلي يقومون بالإنفاق علي، ولكن والدي ووالدتي يمنعونني من إعفاء اللحية؛ خوفاً عليّ لما قد تعقبه من مشكلات في بلادنا، وقد أعلمتهم بحكم الإسلام فيها، وأنها معصية، ولكنهم مصرون، فما الحل إذا أدى إعفاء اللحية إلى معصيتهم، أو أكثر من ذلك؟

الجواب:

        لا أظن أن كلاً من والدك ووالدتك يعلمان أنه لا يجوز حلقها بنص الرسول [1]، وأنهما يصممان على مخالفة سنة الرسول ، وقد يكون ذلك من باب الاجتهاد منهما، وفيه جهل في الحكم الشرعي.

        ومن المعلوم أن الأدلة جاءت عن الرسول في الأمر بإعفائها، ومن القواعد المقررة في علم الأصول، أن الأمر إذا تجرد عن القرائن التي تصرفه عن أصله، فأصله هو الوجوب.

        وبناءً على هذا: فإعفاء اللحية واجب، وحلقها حرام، وإذا علم والدك ووالدتك بأن حلقها حرام، وألزماك بحلقها، فقد ثبت عن رسول الله أنه قال: « لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق »[2]، وأنت إذا خالفتهما طاعة لله، فقد قال تعالى: {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ}[3]، وقال تعالى: {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا}[4]، وبالله التوفيق.



[1] أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب اللباس، باب تقليم الأظافر(7/160)، رقم (5892)، ومسلم في صحيحه كتاب الطهارة، باب خصال الفطرة(1/222)، رقم (259).

[2] أخرجه أحمد في مسنده(2/333)، رقم(1094)، وابن أبي شيبة في مصنفه، باب في إمام السرية يأمرهم بمعصية(6/545)، رقم(33717)،وبمعناه عند الترمذي في سننه، أبواب الجهاد، باب ما جاء لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق(4/209)، رقم (1707).

[3] من الآيتين (2، 3) من سورة الطلاق.

[4] من الآية (4) من سورة الطلاق.