حكم بعض الاجتهادات من الراقين والمعالجين
- الرقية من السحر
- 2021-07-11
- أضف للمفضلة
الفتوى رقم (5724) من المرسلة السابقة، تقول: ما حكم الاجتهادات عند كثير من المعالجين والمحافظين وهي زيت الزيتون المرقى فيه وذلك بالشرب منه صباحاً ومساءً ويدلك به الجسم، ويشرب الماء المرقى، وما يعرف بدم الأخوين حيث يخلط مع حليب وعسل مرقى ويشربه المريض؛ وهكذا بعض الأشياء ما حكمها في نظركم؟ وهل يجوز استعمالها؟ وبم توصون الناس؟
الجواب:
الأصل في هذا ما ورد من الأدلة الدالة على مشروعية التداوي وعلى ما يُتداوى به وما لا يتداوى به، فقد جاءت أدلة تدل على التداوي بالقرآن: "وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ"[1]، وجاءت أدلة من السنة دالة على التداوي بكثير جداً من الأدعية، ففي كتاب الطب من كتب الحديث، وفيه كتب خاصة ككتاب الطب النبوي؛ وكذلك الكتب المؤلفة في الأذكار ككتاب الأذكار للنووي، وكتاب عمل اليوم والليلة للنسائي، وغير ذلك من الكتب فيها بيان جملةٍ كثيرةٍ من الأمراض، وبيان ما تعالج به هذه الأمراض. وقد بيّن النبي ﷺ أصلاً عاماً، فقال ﷺ: « عباد الله، تداووا ولا تتداووا بحرام؛ فإن الله لم يجعل شفاء أمتي فيما حرم عليها ».
فالشخص عندما يصاب بشيء من الأمراض لا مانع من أن يتداوى؛ ولكن يتداوى بالأدوية المشروعة؛ سواءٌ أكانت هذه الأدوية المشروعة مما سبق بيانه، أو كانت من الأدوية المشروعة كما يجرى في المستشفيات الطبية بعلاج بعض الأمراض باستئصال محل المرض، أو غير ذلك من وجوه الطب التي يعرفها أصحابها المتخصصون؛ لأنهم هم أهل الذكر في ذلك، فقد قال -تعالى-: "فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ "[2].
أما الذهاب إلى هؤلاء الذين يريدون أن يستغلوا المغفلين، ويلعبوا عليهم، ويأخذوا النقود منهم، فيختلقون أمراضاً ويختلقون لها أدوية يبيعون هذه الأدوية؛ لأن بعض الأشخاص الذين يعالجون بما يسمّى بالطب الشعبي يجعل محلاً قريباً من محل قراءته، فإذا انتهى من القراءة يقترح على المقروء عليه أن يشتري عسلاً وزيتاً وما إلى ذلك من هذا المحل، وقد يصف له أدوية أخرى كلها موجودة في هذا المحل؛ فيكون الغرض هو استغلال الناس. والحكومة
-جزاها الله خيراً- قد وضعت رقابة على هذه المحلات، وإذا وجدت شخصاً يتعاطى أموراً غير مشروعة فإنها تمنعه. وبالله التوفيق.