Loader
منذ 3 سنوات

حكم الرد على الشخص المتصل بالهاتف أن فلانة نائمة وهي مشغولة


  • فتاوى
  • 2021-10-05
  • أضف للمفضلة

الفتوى رقم (2124) من مرسلة لم تكتب اسمها، تقول: في بعض الأحيان تُكلمني إحدى صديقاتي ويرد عليها بعض أهلي، وأكون مشغولةً أو لا أريد أن أكلمها فأقول: قولوا إني نائمة، فهل يُعد هذا كذباً أُعاقب عليه؟

الجواب:

 ينبغي للشخص أن يكون سلوكه متميزاً وثابتاً وسليماً وواقعياً، وبناءً على ذلك: فتساهل الإنسان في الإخبار عن الأمور بغير واقعها كما جاء في السؤال، هذا كذب؛ لأنه إخبارٌ بغير الواقع، وقد يتساهل الإنسان في هذا المجال بالتدريج ثم بعد ذلك يستخدم الكذب في أمور أعظم؛ لأن النفس إذا رُبيت على صفاتٍ حسنة تربت عليها، وإذا رُبيت على صفاتٍ سيئةٍ أخذت بها، فالحسنة تقول: أختي، أختي، والسيئة تقول: أختي، أختي، فإذا التزم الإنسان بجانب الصدق، جعله على باله واستمر عليه، وإذا تهاون بجانب الصدق وتساهل في جانب الكذب، أصبح الكذب صفة من صفاته، ولا شك أن الكذب صفةٌ مذمومة، وبإمكانها أن تخبر عن نفسها بأنها مشغولة وأنه ليس عندها استعداد بالمكالمة في هذا الوقت، وبالإمكان الاتصال بها في وقتٍ آخر، وبالله التوفيق.

المذيع: كثير من الناس يغضبون إذا قيل أنه موجود مثلاً ولم يكلم، فماذا تنصحون أولئك الناس الذين إذا استأذنوا وقيل إن صاحب البيت مشغول غضبوا، أو إذا اتصلوا بالتلفون وقيل إنه مشغول غضبوا؟

الشيخ: الواقع أن هذه مشكلة واسعة، ومن المعلوم أن كثيراً من الناس يقدر ظروف نفسه، ولكنه لا يقدر ظروف غيره، فقد يأتي إلى شخصٍ بدون ميعاد، وإذا لم يأذن له مع سماعه لصوته لأنه مشغولٌ بشغلٍ ضروري، يجعل ذلك قدحاً في هذا الرجل، وبعد ذلك يتكلم في حقه في المجالس ويقول: جئت إليه وأسمع صوته في البيت ولم يأذن لي، وهكذا بالنسبة للاتصال عن طريق الهاتف.

فالشيء الذي أنصح به هؤلاء هو: أنه ينبغي للإنسان أن يُقدر ظروف غيره كما يقدر ظروف نفسه، فإذا كانت ظروف الطرفين قابلة للاتصال فليس في ذلك شيء، وإذا كانت ظروف أحدهما غير قابلةٍ للاتصال، فالشخص الذي ظروفه قابلة يعذر الشخص الذي ظروفه ليست بقابلة، ولهذا يقول الرسول ﷺ: « لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه »[1].

وأبلغ من هذا كله: أن الشخص المُتصل به لو أنه قال للمتصِل: اعذرني أنا الآن مشغول، اعتبر ذلك عيباً، يقول كيف لا يستجيب لمكالمتي، أو كيف لا يعطيني من وقته وأنا قد جئت إليه.

        فالحاصل : أنه لابد من تقدير ظروف الآخرين كما تقدر ظروف نفسك أنت، فافرض أن هذا الشخص جاء إليك فما تفعله إذا جاء إليك وتجوزه لنفسك، فبإمكانك أنه إذا فعله لنفسه حينما تجيء إليه وتتصل به تعذره في ذلك وبهذا يحصل الود فيما بين الطرفين، وتتحقق المصلحة، وبالله التوفيق.



[1] أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب الإيمان، باب من الإيمان أن يحب لأخيه ما يحب لنفسه (1/12)، رقم(13)، ومسلم في صحيحه، كتاب الإيمان، باب الدليل على أن من خصال الإيمان أن يحب لأخيه ما يحب لنفسه(1/67)، رقم(45).