Loader
منذ سنتين

معنى قوله تعالى: {مَنْ تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَنْ تَأَخَّرَ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ}، وهل يجوز التوكيل في رمي الجمار؟


  • التفسير
  • 2021-12-21
  • أضف للمفضلة

الفتوى رقم (4453) من المرسل ع من مصر -بني سويف مقيم في مكان بين مكة والمدينة، يقول: ما معنى الآية الكريمة {مَنْ تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَنْ تَأَخَّرَ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ}[1]؟ وإذا رمى الحاج الجمار يوم العيد، وثاني يوم، ووكل من أصحابه من يرمي عنه، هل عليه إثم في ذلك؟

الجواب:

        يقول الله -جل وعلا-: {وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَنْ تَأَخَّرَ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ لِمَنِ اتَّقَى}[2].

        المقصود باليومين اليوم الحادي عشر والثاني عشر، ومعنى ذلك أن الشخص إذا تعجل في اليوم الثاني عشر بعد رمي الجمار وطاف للوداع، فلا يجب عليه المبيت ليلة الثالث عشر، ولا يجب عليه رمي الجمار في اليوم الثالث عشر، وهذا تخفيف من الله -جل وعلا-.

        وإذا أراد أن يبقى اليوم الثالث عشر مع الحادي عشر والثاني عشر، فحينئذ يكون قد بات ليلة الثالث عشر ورمى الجمار اليوم الثالث عشر.

        وما ذكره السائل من جهة أنه يرمي في اليوم الحادي عشر ويوكّل عن اليوم الثاني عشر، هذا في الحقيقة خطأ يقع فيه كثيرٌ من الحجاج، وأبلغ من ذلك أن الشخص يسافر يوم العيد ويوكّل على الرمي، وهو بعمله هذا وقع في ثلاثة أخطاء:

        الخطأ الأول: أنه ترك المبيت، والخطأ الثاني: أنه ترك الرمي؛ لأن العبرة به وليس العبرة بالوكيل.

        والخطأ الثالث: أنه طاف للوداع قبل المبيت وقبل الرمي.

        فالواجب على الإنسان إذا دخل في عبادة من العبادات أن يتقيد بها، وأن يؤديها كما أمر الله -جل وعلا- وكون الإنسان مطبوع على العجلة كما قال الله -جل وعلا-: {خُلِقَ الْإِنْسَانُ مِنْ عَجَلٍ}[3] ولكن لا ينبغي أنه إذا دخل في عبادة من العبادات أن يتصرف تصرفاً يعود عليه بالخلل في العبادة من جهة، وبالإثم من جهة أخرى. وبالله التوفيق.



[1] من الآية (203) من سورة البقرة.

[2] من الآية (203) من سورة البقرة.

[3] من الآية (37) من سورة الأنبياء.