Loader
منذ سنتين

حكم الدعاء الذي يقال في غير الفريضة: اللهم إني أسألك وأتوجه إليك بنبيك محمد نبي الرحمة، يا محمد يا رسول الله إني أتوجه إليك في حاجتي لتقضى ثم تسمي حاجتها


  • فتاوى
  • 2021-12-28
  • أضف للمفضلة

الفتوى رقم (5073) من المرسلة السابقة، تقول:أصلي ركعتين من غير الفريضة، ثم أدعو بالدعاء الثاني لقضاء حاجتي، اللهم إني أسألك وأتوجه إليك بنبيك محمد نبي الرحمة، يا محمد يا رسول الله إني أتوجه إليك في حاجتي لتقضى ثم أسمي حاجتي هل هذا الدعاء صحيح أم أنه توسل بغير الله؟

 الجواب:

        الله جل وعلا شرع أسباباً عادية دنيوية، وشرع أسباباً دينية ومنع أسباباً، وعلى هذا الأساس ينبغي من الشخص إذا أراد أن يسأل ربه فإنه يسأله بالأسباب المشروعة، فالأدعية التي يدعو بها الإنسان ربه مما ثبت في القرآن وثبت في السنة هذه أسباب مشروعة، ومن الأسباب المشروعة أيضاً طاعة العبد لله جل وعلا وطاعته تكون بامتثال أمره واجتناب ما حرمه، والشخص في حالة امتثاله لما أمره الله به في حالة أدائهُ لهذا المأمور به يتخلله كثيرٌ من الأدعية؛ كالدعاء في السجود في الصلاة، فالصلاة مأمورٌ بها ومنها السجود، وقد قال ﷺ: « وأما السجود فأكثروا فيه من الدعاء فقمنٌ أن يستجاب لكم »، وكذلك قوله ﷺ: « أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد ».

        فيحرص الشخص على التقرب من الله جل وعلا بالأسباب المشروعة سواءٌ كانت قولية أو فعلية أو اعتقادية أو كانت مالية.

        أما الأسباب التي ليست بمشروعة؛ كدعاء الأموات وجعلهم وسائط بين العبد وبين الله أو أنه يسألهم أن يجلبوا لهم نفعا، أو أن يكشفوا لهم ضراً من دون الله جل وعلا فهذا لا يجوز، فالأول إذا اعتقد أنهم وسائط فيما بينه وبين الله، هذا لا يجوز له أن يفعله؛ لأن هذا وسيلة من وسائل الشرك.

        أما إذا اعتقد أنهم ينفعونه أو يضرونه من دون الله، فهذا شركٌ أكبر.

        وعلى هذا الأساس ينبغي أن يتنبه الذين يوجهون دعواتهم إلى مخلوق سواءٌ كان حياً أو ميتاً فيما لا يقدر عليه إلا الله، أما سؤال الأحياء فيما يقدرون عليه وما جعله الله لهم من الأسباب المشروعة التي يقدرون عليها كما لو طلب شخص من آخر أن يقرضه أمراً مالياً، أو طلب منه أن يدعوا له قال: أدعو الله لي، فهذه أمورٌ وأمثالها يقدرون عليها وليست من الأسباب الممنوعة بل هي من الأسباب المشروعة سواءٌ كانت من الأمور المالية أو كانت مثلاً من الأدعية القولية.

        أما بالنظر إلى الأموات فإن الشخص بإمكانه أن يزور مثلاً أمه إذا ماتت على الإسلام أو يزور أباه إذا مات على الإسلام ويدعو لأمه ويدعو لأبيه، وقد جاء الترغيب في زيارة القبور والدعاء للأموات، أما سؤالهم وجعلهم وسائط فيما بين العبد وبين ربه، أو يجيء الشخص إلى القبر ويسأله أن يجلب له نفعاً أو أن يدفع عنه ضراً من دون الله فهذا لا يجوز، كما سبق بيانه. وبالله التوفيق.