Loader
منذ 3 سنوات

حكم صلاة الفريضة في السيارة


  • الصلاة
  • 2021-12-05
  • أضف للمفضلة

الفتوى رقم (2559) من المرسلين: ي. م / ك. ع، يقولان: هل يجوز للإنسان أن يصلّي الفريضة في السيارة؟

الجواب:

 الشخص عندما يريد أن يصلّي الصلاة فإنه يجب عليه أن يأتي بأركانها، وشروطها، وواجباتها، ويلتزم بانتفاء موانعها؛ يعني: إنه لا يرتكب شيئاً من مبطلات الصلاة.

ومن أركانها القيام مع القدرة، والشخص إذا كان في السيارة لا يتمكن من القيام، وكذلك لا يتمكن من الركوع على الوجه المطلوب، ولا يتمكن من السجود، فإذا دخل عليه الوقت فإنه يوقف السيارة وينزل ويصلّي، وإذا كان في سفر فإنه يستمر إذا دخل عليه الوقت، وقت الظهر أو وقت المغرب سائر، فإنه يستمر إلى وقت الأخرى، فيستمر إلى وقت العصر ثم يصلّي، ينزل ويصلّي الظهر والقصر جمعاً، يصلّي الظهر ركعتين، والعصر ركعتين في وقت صلاة العصر، وكذلك بالنسبة للمغرب والعشاء، ينزل في وقت العشاء، ويصلي المغرب ثلاثاً، والعشاء ركعتين، وإذا كان واقفاً وزادت عليه الشمس وهو واقف وأراد أن يمشي، فإنه يصلّي صلاة الظهر والعصر قصراً وجمعاً جمع تقديم، وكذلك إذا غربت عليه الشمس وهو مقيم، وأراد أن يمشي فإنه يصلّي المغرب والعشاء جمع تقديم. وإذا كان مقيماً في بلدٍ فإنه يصلّي الظهر في وقتها، والعصر في وقتها، والمغرب في وقتها، والعشاء في وقتها، وإذا كانت إقامته أربعة أيام فما دون، أو لا يدري متى ينتقل من هذا المكان، فإنه يصلّي كلّ صلاةٍ في وقتها، وله أن يجمع جمع تقديمٍ أو جمع تأخير، « كما فعل الرسول ﷺ في غزوة تبوك، فإنه جمع بين الظهر والعصر، وجمع -أيضاً- بين المغرب والعشاء مع أنه مقيم ».

فالمقصود أن الإنسان لابدّ أن يتنبه لنفسه من جهة أدائه للعمل الذي طلبه الله منه، وأن يؤديه على الوجه المطلوب، وإذا لم يؤده على الوجه المطلوب، فإنه يكون مردوداً عليه. وبالله التوفيق.

المذيع: بالنسبة للسيارة يتوقف في الوقت المناسب فيصلّي؛ لكن يحدث هذا في الطائرة إذا كانت الصلاة ليست مما يجمع.

الشيخ : السؤال جاء عن السيارة ولم يأتِ عن الطائرة، وأنا في ذهني هذا الكلام، ولكني تركت التعرض له؛ لأن الظروف تختلف، ففيه بعض الناس يركب الطائرة بعد دخول الوقت، وكان عليه أن يصلّي؛ لكن يتساهل، وكذلك باعتبار الأمكنة التي اتجهت إليها الطائرة فقد تكون البلد بعيدة، بحيث إنه يخرج الوقت، وقد تكون البلدة قريبة، بحيث إنه يصل إلى البلد التي هو متجهٌ إليها والوقت باقٍ، وقد يكون متجهاً إلى بلده، وقد يكون متجهاً إلى غير بلده. فأنا أعرضت عن الكلام فيما يتعلق بالطائرة من أجل الاختصار، وأنه لم يسأل عنه.

المذيع: لعل هذا يحدث لبعض المستمعين ليستفيد إذا حدث له.

الشيخ: إذا دخل عليه الوقت قبل الركوب فإنه يصلّي، وإذا ركب في الطائرة وعرف المكان الذي هو متجهٌ إليه، وأن وصوله سيكون في الوقت الذي يمكنه أن يجمع فيه بين الصلاة الحاضرة والصلاة القادمة؛ كجمعه بين وقت الظهر والعصر، أو جمعه بين المغرب والعشاء في وقت العشاء؛ يعني: جمع تأخير. فإنه يؤخّرها، يؤخّر الصلاة الحاضرة، ويجمعها مع القادمة.

        ومن المعلوم بهذه المناسبة أن الصلوات لها مواقيت محددة:

 فوقت الظهر يبدأ من زوال الشمس حتى يكون ظل كلّ شيءٍ مثله مع فيء الزوال.

وصلاة العصر يبدأ وقتها من خروج وقت الظهر، ويمتد الوقت المختار إلى وقت اصفرار الشمس؛ يعني: حتى يكون ظل كلّ شيءٍ مثليه مع فيء الزوال، ووقت ضرورة إلى غروب الشمس، لعموم قوله ﷺ: « من أدرك ركعةً من العصر قبل أن تغرب الشمس فقد أدرك العصر ».

وبالنسبة للمغرب يبدأ وقتها من غروب الشمس، ويخرج إذا غاب الشفق.

 ويدخل وقت العشاء ويمتد إلى نصف الليل، هذا هو الوقت المختار. ووقت الضرورة من نصف الليل إلى طلوع الفجر.

فالشخص عندما يكون في طائرة فإنه يراعي ابتداء الأوقات وانتهاءها، ويعمل على مسألة جمع التأخير بالنسبة للظهر والعصر، وكذلك جمع التأخير بالنسبة للمغرب والعشاء، إلا إذا أمكنه أن يجمع جمع تقديم فيصلّي الظهر والعصر قبل ركوب الطائرة، ويصلّي المغرب والعشاء قبل ركوب الطائرة؛ يعني: يصلّي الظهر والعصر في أول وقت الظهر، ويصلّي المغرب والعشاء في أول وقت المغرب.

أما وقت صلاة الفجر فهو يبدأ من طلوع الفجر، وينتهي بطلوع الشمس، لقوله ﷺ: « من أدرك ركعةً من الفجر قبل أن تطلع الشمس، فقد أدرك الفجر ». وبالله التوفيق.