الطريقة المثلى لتعمل المرأة مع زوجها التارك للصلاة
- فتاوى
- 2021-07-12
- أضف للمفضلة
الفتوى رقم (5869) من المرسلة السابقة تقول: أرجو من فضيلة الشيخ أن يبين لنا المعاملة الحسنى والطريقة المثلى التي ينبغي للمرأة أن تسلكها تجاه زوجها التارك للصلاة، جزاكم الله خيراً.
الجواب:
المرأة تبتلى بزوج يخرج عن الحدود الشرعية في دينه في نفسه في عقله في عرضه في ماله، وكما أن المرأة تبتلى بزوج كهذا فإن الرجل -أيضاً- قد يبتلى بزوجة يكون عندها انحرافٌ في الدِّين، انحرافٌ في نفسها انحرافٌ في عقلها، انحرافٌ في عرضها، انحرافٌ في مالها. وقد يكون هذا الانحراف من كلّ منهما سابقاً للزواج، وقد يوجد بعد الزواج. والانحراف لا بدّ من تشخيصه سواءٌ كان من الزوجة أو كان من الزوجة، وبعدما يُشخص هذا الانحراف إلى الأسباب التي نشأ عنها هذا الانحراف، وبالتالي تعالج هذه الأسباب بالطرق الشرعية.
ومن الأمور التي يكثر السؤال عنها وهذا الأمر يُعتبر من الانحراف في الدِّين هو سؤال بعض النساء عن زوجها لا يصلي مطلقاً، أو يصلي بعض الأوقات ويترك بعض الصلوات، أو يصلي الصلاة بعد خروج وقتها، أو لا يصلي مع الجماعة! ولا شك أن هذه المسائل لكلّ مسألة حكمها.
وفي نظري أنا أن هذا النقص إذا وُجد في الرجل أو في المرأة، وأصر الرجل على الاستمرار عليه، أو أصرت المرأة على الاستمرار عليه، فإن الرسول ﷺ قال: « تنكح المرأة لأربع: لمالها، ولجمالها، ولحسبها، ولدينها؛ فاظفر بذات الدِّين تربت يداك »، وكما أن الدِّين سببٌ مرغبٌ للإقدام على الزواج بالمرأة فهو سببٌ لبقاء الزوجية، وكما أنه سبب مرغّبٌ للزوجة فهو -أيضاً- سببٌ مرغّبٌ في الزوج قبل الزواج، وكذلك استمراره بعد الزواج، فإذا حصل قطع لهذا السبب وانصرافٌ عنه؛ سواء ٌكان من الزوج، أو كان من الزوجة؛ فإن هذا الشخص الذي يحصل عنده انقطاع هذا السبب يكون فيه رغبة عن ربه -جلّ وعلا- وبعدٌ عن الله -جلّ وعلا- وقربٌ من الشيطان، فهذا لا يصلح أن يكون قريناً للمرأة، والمرأة -أيضاً- لا تصلح أن تكون قرينةً لزوج يخاف الله ويرجوه، وعلى كلّ من الزوجين أن يتقي الله في نفسه أولاً، ثم في زوجه، وثالثاً يتقي الله في أولاده؛ فإنه سيكون قدوةً لهم إن أحسن صار قدوةً حسنة، وإن أساء فقد صار قدوةً سيئة، وقد قلت لبعض الأشخاص من ناحية الصلاة مع الجماعة فقال لي: إن والدي يصلي في البيت فلو كانت الصلاة مع الجماعة واجبةً لصلى والدي في المسجد.
فعلى كلّ أبٍ أن يتقي الله في نفسه، وليعلم أن أولاده أمانةٌ في عنقه، وأنهم يتخلقون بأخلاقه؛ فعليه أن يحسن أخلاقه. وبالله التوفيق.