حكم حلق اللحية لمن به حساسية ويحتاج إلى علاج الجلد تحتها
- الأحكام الوضعية (الرخصة والعزيمة)
- 2021-06-11
- أضف للمفضلة
الفتوى رقم (108) من المرسل م.ن.ع من الرياض، يقول: أنا طالب في إحدى مدارس تحفيظ القرآن الكريم ونبت الشعر في وجهي، ولا أريد أن أربي لحية علماً أن في وجهي حساسية إذا ربيتها، ازدادت الحساسية، وعندما ذهبت إلى الطبيب، قال لي: إذا لم تحلق لحيتك لا ينفعك الدواء؛ لأن المسامات التي توجد في وجهك لا تأخذ العلاج بأكمله، فما الحكم في هذه الحالة؟
الجواب:
إعفاء اللحية واجب، وحلقها حرام لورود الأدلة الدالّة على الأمر بإعفائها والنهي عن حلقها.
وقد ذكرت أنك لا ترغب بناء على أن الطبيب ذكر لك أنك لا تستفيد من العلاج لإزالة الحساسية الموجودة عندك إذا أعفيت لحيتك.
والذي أنصحك فيه هو أنك تراجع أكثر من طبيب مسلم إذا أمكن ذلك، وبإمكانك أن تراجع أكثر من طبيب مسلم، ولا يعلم واحد عن الآخر أنك راجعته، فإذا راجعت عددا واتفقوا من غير قصد منهم أن هذا الأمر محقق، فإنه لا مانع من إزالة الشعر إزالة مؤقتة حتى تزول الحساسية.
فإذا زالت الحساسية، وجب عليك إعفاؤها، وحَرُمَ عليك حلقها عملاً بالأدلة الدالّة على وجوب الإعفاء وتحريم الحلق.
وأنت في هذه الحالة إذا حلقتها لهذا السبب، فإن هذا يكون رخصة في حقك، ومن القواعد المقررة في الشريعة قاعدة الرخص، والأخذ بالرخص في الشريعة كثير جداً في مواضع لا يكاد يحصيها طالب العلم.
ومن أبلغ ما جاء في ذلك أنه يجوز للشخص أن يأكل الميتة ويأكل الدم إذا اضطر إلى ذلك؛ لقوله تعالى في سورة المائدة: "حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ" إلى أن قال: "فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لِإِثْمٍ فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ"[1] فقد أباح هذه الأشياء المحرمة في حالة الاضطرار.
وعلى هذا الأساس: فلا مانع من إزالة الشعر مدة تعاطي العلاج، وإذا زالت الحساسية، فإنه يجب عليك إعفاؤها، وبالله التوفيق.