Loader
منذ 3 سنوات

معنى قوله تعالى: ( من كان يريد حرث الدنيا نزد له في حرثه).


  • الإيمان
  • 2021-06-22
  • أضف للمفضلة

الفتوى رقم (497) من المرسل السابق، يقول: قال تعالى: "مَنْ كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الْآخِرَةِ نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ وَمَنْ كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ نَصِيبٍ"[1] فما حرث الآخرة وحرث الدنيا؟

الجواب:

الإنسان في هذه الحياة يسير في خط من ثلاثة خطوط: إما خط إلى الجنة، أو إلى النار، أو في خط مزدوج؛ يعني: أنه يفعل الطاعات والمعاصي، وقد بيّن الرسول ذلك بقوله: « كلّ الناس يغدو فبائع نفسه فمعتقها أو موبقها ».

فالشخص الذي يسعى في حياته لأمور الدنيا ويصرف نظره عن أمور الآخرة، فأمور الدنيا هي حرث الدنيا يسعى لكسب المال والجاه وغيرها التي ترفع في شأنه بالدنيا، ولا علاقة لها بأمور الآخرة، فهذا يستوفي نصيبه من حرث الدنيا.

أما حرث الآخرة، فهو ما يقدمه الإنسان من الأعمال الصالحة؛ سواء كان ما يقدمه من القول، أو الفعل، أو القصد، وسواء كان من الأمور القاصرة أو المتعدية، وسواء ذلك من الإيمان والتوحيد والإسلام، أو غير ذلك من الأمور التي تقربه لله؛ فالأمور التي يريد جزاءها من الله فهذا حرث الآخرة؛ لأنه يجد الجزاء من الله.

والإنسان الذي يعمل للدنيا ويصرف نظره عن الآخرة، فيأخذ نصيبه من الدنيا ولا يأخذ نصيبه من حرث الآخرة إذا مات على الكفر الأكبر والشرك الأكبر والنفاق الأكبر.

        أما الذي يخلط عملاً صالحاً وعملاً سيئاً لا ينقله من دائرة الإسلام، فإن تاب تاب الله عليه، وإن مات على ذلك فأمره إلى الله. وبالله التوفيق.



[1] من الآية (20) من سورة الشورى.