الفتوى رقم (4391) من المرسل السابق، يقول: فرقعة الأصابع أثناء الصلاة سهوًا، هل تبطل الصلاة؟

الجواب:

        الشخص إذا قام يصلي، فإنه واقف بين يدي الله -جل وعلا- ومأمور بأن يأتي بما شرع في هذه العبادة من أقوال وأفعال من تكبير ودعاء وركوع وسجود، ومأمور أيضًا أن يتجنب جميع الأمور التي تشغله، ومن ذلك فرقعة الأصابع، فإذا كان الشخص قد فعل ذلك نسيانًا، فإن من قواعد النسيان: أنه ينزل الموجود منزلة المعدوم، ولا ينزل المعدوم منزلة الموجود.

        ولتمام الفائدة أبين معنى هذا الكلام:

        فإن فرقعة الأصابع بمنزلة الموجود، لكنه موجود ينزل منزلة المعدوم، ومن ذلك ما لو زاد ركعة خامسة في صلاة رباعية ناسيًا، فإنه يسجد للسهو، وتنّزل هذه الركعة منزلة المعدوم.

        أما كون النسيان لا ينزل المعدوم منزلة الموجود، فكما لو صلى الشخص الصلاة الرباعية، صلاها ثلاثًا ثم سلم، وذكّره الجماعة، فإنه يقوم ويأتي بركعة، ولا يكون نسيانه هنا مبررًا لاعتبار صفحة صلاته ثلاثًا، بل يقوم ويأتي بركعة، كما وقع للرسول ﷺ، فإنه صلى رباعية ثلاثًا، ولما سلم قال له ذو اليدين: يا رسول الله أنسيت أم قصرت الصلاة؟ قال: لم أنس، ولم تقصر الصلاة، قال إنك صليت ثلاثًا فالتفت الرسول ﷺ إلى الصحابة، وقال: أصحيح ما يقول ذو اليدين، قالوا: نعم، فقام وأتى برابعة، وتشهد، ثم سجد للسهو، ثم سلم.

        النسيان ينزل الموجود منزلة المعدوم، ولا ينزل المعدوم منزلة الموجود، وفرقعة الأصابع هي من باب تنزيل الموجود منزلة المعدوم، وبالله التوفيق.