Loader
منذ سنتين

ما معنى قوله تعالى: {أَمْ أَبْرَمُوا أَمْرًا فَإِنَّا مُبْرِمُونَ}


  • التفسير
  • 2022-01-22
  • أضف للمفضلة

الفتوى رقم (9073) من المرسلة السابقة، تقول:ما معنى قول الله تعالى: {أَمْ أَبْرَمُوا أَمْرًا فَإِنَّا مُبْرِمُونَ}[1]؟

الجواب:

        الله -سبحانه وتعالى- لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء، ومن ذلك أمور خلقه، وأمور خلقه من حيث الأصل صنفان:

        الصنف الأول: فيما فيه طاعة لله -جل وعلا-.

       والصنف الثاني: ما فيه معصية لله بدءاً بالكفر والشرك والنفاق وهكذا نزولاً إلى كبائر الذنوب.

        والشخص الذي يتصف بمخالفة أمر الله ويرتكب ما نهاه الله عنه، يرتب أموره من أجل أن يحصل على الأمر الذي يريده، ولهذا في شأن الرسول ﷺ قال: {وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ}[2].

        فقريش لما أجمعوا قالوا: إما أن يسجن، وإما أن ينفى من الأرض، وإما أن يقتل، واحد من هذه الثلاثة، وهذا مكرٌ منهم، وإبرام أمرٍ بالنظر إلى الرسول ﷺ، ولهذا الله -سبحانه وتعالى- جعله يخرج من بين الأشخاص الذين وكل إليهم قتله، فخرج وذرّ على رؤوسهم التراب، وقال: « شاهت الوجوه »[3]، ولم يبصروه، فهذا دليلٌ على أن الخلق الذين يعصون الله -جل وعلا- قد يرتبون أموراً؛ ولكن تكون النتائج على العكس، فقوله -جل وعلا-: {وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ}[4]، {أَمْ أَبْرَمُوا أَمْرًا فَإِنَّا مُبْرِمُونَ}[5] وهكذا في سائر الأدلة التي دلت على وجود هذا الأصل.

        وبناء على ذلك كله فعلى المرء أن يراقب الله جل وعلا مراقبة دقيقة، وأن يتعامل مع الله في السر والعلانية على سبيل السواء، وبالله التوفيق.



[1] الآية (79) من سورة الزخرف.

[2] الآية (30) من سورة الأنفال.

[3] أخرجه أحمد في مسنده(4/487)، رقم(2762).

[4] من الآية (30) من سورة الأنفال.

[5] الآية (79) من سورة الزخرف.