Loader
منذ سنتين

هل هذا حديث « اعذر أخاك ظالماً أو مظلوماً » ؟


  • فتاوى
  • 2021-12-12
  • أضف للمفضلة

الفتوى رقم (3580) من المرسل السابق، يقول: هل هذا اللفظ هو حديث: اعذر أخاك سبعين عذراً؟

الجواب:

لا أعلم أن هذا حديث، ولكن الذي ينبغي على المسلم في هذا المقام أن الشخص عندما تصدر من أخيه زلة، فإنه ينظر في هذه الزلة، ويبحث هل يجد لها محملاً، وهل يجد لأخيه عذراً فيها. فإذا أمكن ذلك فإنه يعذره ولو كانت عمداً إذا كان من حقه أن يتسامح فيها، فمن عفا وأصلح فأجره على الله.

ومن المعلوم أن هناك حقاً لله -جلّ وعلا- لا يملك المكلف العفو عنه؛ لأن الذي يملك العفو عنه هو الله -جلّ وعلا-.

وهناك أمورٌ يملك المكلف العفو عنها إذا كانت من حقوقه هو، ويملك العفو عنها، في هذه الحالة عندما يسيء إليه أخوه المسلم في حقوقه الخاصة، التي يمكنه أن يعفو عنها، فالعفو عنها لا شك أنه أصلح، والرسول -صلوات الله وسلامه عليه- جاء إليه رجلٌ وقال: « يا رسول الله، إن لي قرابةً أصلهم ويقطعونني، وأحسن إليهم ويسيئون إليّ، فقال: إن كنت كما تقول، فكأنما تسفهم الملّ ».

وجاء رجلٌ إلى الإمام أحمد -رحمه الله- فقال: يا أبا عبد الله، كيف أسلم من الناس؟ قال: أحسن إليهم، ولا تطلب منهم أن يحسنوا إليك، وتحمل إساءتهم ولا تسئ إليهم، ولعلك تسلم.

فلا شك أن معاملة الإنسان لإخوانه المسلمين تحتاج إلى الحكمة من جهة، وإلى الصبر واحتساب الأجر من جهةٍ أخرى، وإلى التماس العذر لأخيه المسلم من جهةٍ ثالثةٍ. وبالله التوفيق.