Loader
منذ سنتين

حكم احتساب النية في النوم وأكل الطعام


الفتوى رقم (4761) من مرسل من الرياض، يقول: نحن نعلم أن الأعمال بالنيات فأنا إذا أردت أن أنام قلت في سري وليس جهراً: اللهم إني أنوي أن أنام الآن حتى يقويني هذا النوم على طاعتك وعبادتك، وحتى أقوم لصلاة الفجر مبكراً ونشيطاً، وأيضا عندما أريد أن آكل الطعام أقول في سري: اللهم ما أكلت هذا الطعام إلا ليقويني على طاعتك وعبادتك، أولاً: هل فعلي هذا صحيح لأني أريد أن أثاب على ذلك العمل بهذه النية؟ ثانياً: كيف يتقرب بالنية من أراد أن يعمل عملا ً كالنوم أو الأكل اشرحوا لنا ذلك بالتفصيل؟

 الجواب:

        الشريعة منها ما هو محرمٌ من جهة الغاية والوسيلة؛ لأن الوسائل لها حكم الغايات فكما أن الشخص عندما ينوي الغاية يكون حريصاً على تنفيذها، ويستخدم الوسائل من أجل تنفيذها ولكنه عاجز عن ذلك، فيقول الرسول ﷺ: « إذا التقى المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار، قالوا: هذا القاتل فما شأن القتيل؟ قال: إنه كان حريصاً على قتل أخيه ».

        فينبغي التنبه إلى أن الإنسان عندما ينوي عمل وسيلةٍ من وسائل المحرم أي من أجل أن يستعين بها على فعل محرم، ويعمل هذه الوسيلة فإنه يكون آثماً، وهكذا بالنظر إلى الطاعات، مأمورٌ بها ووسائلها لها حكمها.

        فما سأل عنه السائل هذا وسيلة إلى طاعة، والطاعة التي نواها وعمل السبب من أجلها، وهو النوم أو عمل السبب من أجلها وهو التقوية بالأكل، فهذا وسيلة إلى طاعةٍ ويؤجر على هذه الوسيلة.

        فكما أنه يؤجر على الغاية، فكذلك يؤجر على الوسيلة، فعلى سبيل المثال ذهابه من بيته إلى المسجد وسيلة لأداء الصلاة مع جماعة المسجد، فصلاة الجماعة واجبةٌ، فكل خطوةٍ يخطوها إلى المسجد يُرفع بها له درجة ويحط عنه بها خطيئة، وهذه وسيلة إلى واجبٍ من الواجبات.

        فينبغي التنبه إلى هذه الناحية وهي أن الوسائل لها حكم الغايات بصرف النظر عن كون الغاية مشروعة أو غير مشروعة، فإن كانت مشروعة أُجر عليها على الوسيلة كما يؤجر على الغاية وإن كانت غير مشروعة أثم في الوسيلة كما أثم في الغاية. وبالله التوفيق.