Loader
منذ سنتين

نصيحة لشخص تصيبه النجاسة في أماكن يتعذر الوصول إليها حتى أصيب بالوسوسة


الفتوى رقم (8004) من المرسلة السابقة، تقول: بم تنصحون شخصاً تصيبه النجاسة دائماً في أماكنَ يتعذر الوصول إليها؛ كالركبة، أو يشق عليه تنظيفها؛ كأن تصيبه دائماً في ملابسه، وهذه النجاسة غير مرئية إنما يشعر بها؟ علماً بأن هذا الشخص يتأخر كثيراً -أجلّكم الله- في دورة المياه، وأصابه بسبب ذلك وسواس، وهو يتعذب كثيراً حتى إنه لا يمس القرآن خوفاً من أن يكون قد أصاب بدنه أو ملابسه النجاسة، نرجو منكم توضيح الأمر أحسن الله إليكم.

الجواب:

        النجاسة تكون متيقنة، وتكون مظنونة، وتكون مشكوكاً فيها، وتكون متوهمة، وتكون مجرد وساوس تعرض على الإنسان.

        فإذا كانت متيقنة أو مظنونة: فإنه يزيل هذه النجاسة بغسل المحل الذي وقعت فيه سواءٌ كانت على الثوب أو كانت على البدن؛ لأن طهارة البدن وطهارة الثوب من شروط صحة الصلاة.

         وإذا شك فيها وكان الشك قبل دخوله في الصلاة، فإنه يغسل المحل الذي يشك أن النجاسة أصابته؛ لقوله ﷺ: « دع ما يريبك إلى مالا يريبك ».

        أما إذا كانت متوهمة أو كانت مجرد وساوس، فإنه لا يلتفت إلى ذلك.

        وقد يقول قائلٌ: ما الفرق بين الشك والوسوسة؟

الفرق بينهما:

        أن الشك يقع نادراً، أما الوسوسة فإنها تقع كثيراً؛ فتقع للإنسان في وضوئه، وفي غسله، وفي صلاته، وبخاصةٍ صلاة الفريضة؛ لأن الشيطان يتسلط على الإنسان في الفريضة أكثر من تسلطه عليه في النافلة.

        ويقع أيضاً في صيام الفرض، ويقع في العمرة، ويقع في الحج، وهذه الوساوس إذا حصلت عند الإنسان فإنه لا يلتفت إليها، بل عليه أن يكون قوي الإرادة ويرفض هذه الوساوس ولا يلتفت إليها، ويكثر من ذكر الله -جل وعلا-، ويكثر أيضاً من الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم؛ لقوله -جل وعلا-: {وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ}[1]، وبالله التوفيق.



[1] من الآية (200) من سورة الأعراف.