كلمة عن وجوب الصلاة ووجوب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وخطر البث الفضائي والإعلام المعاصر على الفرد والمجتمع وما يؤثره هذا على القلب من آثارٍ خطيرة
- الصلاة
- 2021-08-06
- أضف للمفضلة
الفتوى رقم (7297) من المرسلة أ.م.ب. من المدينة النبوية، تقول: أرجو منكم أن تتحدثوا عن وجوب أداء الصلاة ووجوب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وخطر البث الفضائي والإعلام المعاصر على الفرد والمجتمع وما يؤثره هذا على القلب من آثارٍ خطيرة.
الجواب:
الله سبحانه وتعالى شرع أسباباً ترضيه وأمر بها، ونهى عن أسبابٍ تغضبه، فالواجب على المسلم أن يلتمس الأسباب التي ترضي الله -جل وعلا-، يفعلها، وأن يتجنب الأسباب التي تغضب الله -جل وعلا- يتركها، فبالنسبة للصلاة؛ الصلاة ركنٌ من أركان الإسلام، يقول الرسول ﷺ: « بين الرجل وبين الشرك أو الكفر ترك الصلاة »، فمن تركها فإنه يستتاب فإن تاب وإلا قُتل مرتداً عن الإسلام"، ولا يجوز للإنسان أن يؤخرها عن وقتها؛ لأن فيه بعض الأشخاص لا يصليها إلا بعد خروجها عمداً، أما إذا كان نسياناً أو كان بسبب نومٍ فقد قال ﷺ: « من نام عن صلاةٍ أو نسيها فليصلها إذا ذكرها لا كفارة لها إلا ذلك »، أما تعمد تركها أو تعمد تأخيرها عن وقتها فكل هذا لا يجوز، وهكذا بالنظر إلى ترك صلاة الجماعة فإن بعض الناس يترك صلاة الجماعة مع القدرة على ذلك، وقد قال ﷺ: « من سمع النداء فلم يأتِ فلا صلاة له إلا من عذر، قالوا: وما العذر؟ قال: خوفٌ أو مرض »، فإذا كان الإنسان خائفاً على نفسه، أو على ماله، أو على ولده، أو على زوجته؛ أو كان مريضاً لا يستطيع فإنه يكون معذوراً، وليعلم الشخص أن حظه من الإسلام على قدر حظه من الصلاة، وأنها أول الأعمال التي يُنظر فيها يوم القيامة فإن صلحت صلح سائر أعماله، وإن فسدت فسد سائر أعماله.
وأما بالنظر إلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فالواجب على الشخص عيناً أن يأمر نفسه بالمعروف وأن ينهاها عن المنكر، يبدأ بنفسه فيمتثل ما أمر الله به، ويجتنب ما حرم الله عليه، وهكذا إذا كان ولي أسرة واسترعاه الله عليهم فواجبٌ عليه أن ينصح لهم.
ومما يؤسف له أن كثيراً من الأشخاص يوجدون الأسباب لتلقي هذه القنوات الفضائية التي تبث الفساد، يأتي بأجهزة الاستقبال لها ويجعلها في بيته، يجلس هو وزوجته وأولاده ينظرون إلى هذه الأمور، ولا شك أن كل هذا من الأعمال المحرمة لا بالنسبة للشراء، ولا بالنسبة للجلوس، ولا بالنسبة للنظر إلى هذه الأمور، فهو عليه إثمٌ من جهته، وعليه إثمٌ بالنظر إلى رعيته لأنه غاشٌ لهم، فقد قال ﷺ: « من غشنا فليس منا »، ولهذا قال ﷺ: « مروا أبناءكم بالصلاة لسبعٍ، واضربوهم عليها لعشرٍ، وفرقوا بينهم في المضاجع »، فقوله ﷺ: « مروا أبناءكم بالصلاة لسبعٍ » هذا بالنظر إلى ما فيه مصلحة، وقوله: « وفرقوا بينهم في المضاجع » هذا بالنظر إلى ما فيه مفسدة، فواجبٌ على ولي الأسرة أن يأمرهم بالمعروف وأن ينهاهم عن المنكر؛ وهكذا المرأة ولية البيت، وهكذا كل فردٍ من أفراد البيت عليه -أيضاً- أن يأمر نفسه بالمعروف وأن ينهى عن المنكر.
أما بالنظر إلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بصفةٍ عامة، فقد قال ﷺ: « من رأى منكم منكراً فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه »، فهذه ثلاث درجات، الدرجة الأولى التغيير باليد، لا يستطيع فيغير باللسان، لا يستطيع فيغير بالقلب. وبالله التوفيق.