Loader
منذ سنتين

أجاهد نفسي بعدم الوقوع في المعاصي وأقع في ذنبٍ ما وأعود وأستغفر وأبكي بين يدي الله، ثم أعود، وأخشى من سوء الخاتمة، وأن أكون من المنافقات، وأن أكون ممن لا يقدّرون الله حق قدره بم توجهوني


  • فتاوى
  • 2022-01-27
  • أضف للمفضلة

الفتوى رقم (9514) من المرسلة السابقة، تقول: أجاهد نفسي مجاهدةً من أجل عدم الوقوع في المعاصي أو أي شيءٍ لا يرضي الله -سبحانه وتعالى- ولكن -أحياناً- أقع في ذنبٍ ما وأعود وأستغفر وأبكي بين يدي الله لكي يغفر لي، ثم ما ألبث فترةً من الزمن إلا وأعود لذلك الذنب، وأشعر بحسرةٍ في قلبي فأعود وأستغفر الله وهكذا، وأخشى من سوء الخاتمة، وأن أكون من المنافقات، وأخشى أن أكون ممن لا يقدّرون الله حق قدره، فماذا أفعل من أجل الخلاص من هذه الأفكار؟

الجواب:

        الشخص عندما يرتكب معصية بترك واجبٍ أو فعل محرمٍ فإنه يتوب إلى الله -عزوجل- توبةً صادقة، فإذا كانت هذه المعصية من حقوق الله فإنه يندم على الفعل، ويقلع عنه، ويعزم على ألا يعود إليه. وإذا كان من حقوق الخلق فإنه يعيد الحق إلى صاحبه إذا كان مالياً، وإذا كان انتهاك عرض فإنه يستبيحه، ولا تكون توبته توبةً كاذبة؛ بمعنى: إنه يتوب بلسانه؛ ولكن قلبه عازمٌ على إتيان هذا الأمر المحرم، فلا يجوز للإنسان أن تكون توبته على هذه الصفة؛ بل يتوب إلى الله توبةً صادقة؛ هذا من جانب.

        الجانب الثاني: أن الشخص لو تاب توبةً صادقة، ثم بعد ذلك عرض له عارضٌ وارتكب معصية؛ سواءٌ كانت المعصية التي تاب منها، أو كانت هذه المعصية معصيةً غيرها؛ فإنه يجب عليه أن يتوب ولا يتلاعب به الشيطان فيقول له: أنت تبت في الأول ونقضت التوبة فأصبحت توبتك لا فائدة فيها؛ بل عليه أن يتوب إلى الله -جلّ وعلا- توبةً صادقة، ويسأله الثبات، ويسأله أن يصرفه عن هذه المعاصي مستقبلاً. وإذا صدق مع الله فالله -جلّ وعلا- يقول في الحديث القدسي: « أنا عند ظن عبدي بي ». وبالله التوفيق.