Loader
منذ سنتين

لي صديقٌ كان ملتزمًا، ثم تبِع أصدقاءَ السوء وأصبح لا يبالي بالدين، هل تجوز صحبته؟


  • فتاوى
  • 2022-01-01
  • أضف للمفضلة

الفتوى رقم (8202) من المرسل السابق، يقول: لي صديقٌ كان ملتزماً، ولكنه مع الأسف تبِع أصدقاءَ السوء وأصبح لا يبالي بالدين، هل صحبةُ مثلِ هذا جائزة؟

الجواب:

        يقول الرسول ﷺ: « المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل »، وبناءً على ذلك فإن القرين يكون قريناً صالحاً تارة، ويكون قريناً سيِّئاً تارة أخرى، وقد ضرب الرسول ﷺ مثلاً للقرين الصالح والقرين السيئ فقال: « مثل الجليس الصالح كبائع المسك؛ إما أن يحذيك، وإما أن تشتري منه، وإما أن تجد منه رائحةً طيبة »؛ يعني : إما أن يهدي إليك بدون ثمن، وإما أن تشتري منه، وإما أن تجد منه رائحةً طيبة.

        وضرب مثلاً للجليس السوء فقال: « كنافخ الكير؛ إما أن يحرق ثوبك، وإما أن تجد منه رائحةً كريهة ».

        وإذا نظرنا إلى هذين المثلين وجدنا أن الجليس الصالح يعطيك من النصائح بِقَوله، ويتخلق بأخلاقٍ شرعية تُلاحظها عليه فتأخذها منه وتطبّقها على نفسك، أو يدلّك على جليسٍ صالحٍ غيرِه، أو يدلك على كتاب فيه علم وخير، أو يحذرك من أمورٍ سيئة، أو يدلك على أمورٍ من الشريعة تبتدئها أنت بسبب نصحه لك، هذا بالإضافة إلى أنه يكفّ أذاه عنك.

        أما الجليس السيئ فتارةً يسيء إليك بنفسه، أو يسيء إلى عرضك، أو عقلك، أو بدنك، أو مالك، أو يدلك ويربيك على أمورٍ سيئة؛ فيدلك على قرناء السوء، ويدلك على مواطن السوء، ويدلك على الأمور التي إذا استعملتها صرت سيئاً.

        وعلى هذا الأساس فلا بد من أن ينظر الشخص في سيرة الشخص الذي يريد أن يقترن به؛ فإذا كانت سيرته سيرةً صالحةً اقترن به، وإذا كانت سيرته سيرةً سيئةً اجتنبه؛ لأنه إذا كان صالحاً فهو داخلٌ في عموم قوله تعالى: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى}[1]، وإذا كان سيئاً فهو داخلٌ في عموم قوله تعالى: {وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ}[2]، بمعنى أنه يتعاون معك على الإثم والعدوان، وبالله التوفيق.



[1] من الآية (2) من سورة المائدة.

[2] من الآية (2) من سورة المائدة.