Loader
منذ سنتين

كيفية الوضوء، ومبطلاته


  • الطهارة
  • 2021-12-17
  • أضف للمفضلة

الفتوى رقم (4100) من المرسل ح. س.م، من سوريا، يصف حاله بأنه كان في البداية لا يصلي، ولم يكن أهله يصلون، ويقول سؤالي: ما كيفية الوضوء؟ وما مبطلاته؟

الجواب:

        أولاً: إن هذا الشخص يذكر عن حاله وعن حال أهله من جهة عدم الدين، وأنهم لا يصلون، ولا يتورعون عن فعل شيء من المحرمات، فهذا أمر خطير في حياة الشخص، فينبغي على من كانت هذه صفته ألا يغتر بما أعطاه الله من صحة، وأمن، وأولاد، ومال، وقد تكون له سلطة، وتتيسر أموره، وقد يكون صحيح البدن ويصرف الله عنه الأمراض، ومع ذلك يكون منهمكاً في فعل المحرمات وترك الواجبات.

        وتكون هذه الأمور التي يتمتع بها من باب استدراج الله له؛ لأن الله - جل وعلا - يقول: {سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ (182) وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ (183)}[1]، ويجب على الشخص أن يكون على يقظة دائمة في أموره؛ لأنه لا يدري متى يهجم عليه الأجل، وحينئذ لا ينفع الندم.

        الأمر الثاني: إن هذا الشخص حصل عنده شيء من اليقظة الدينية، فأحس أنه ليس على هدى، وأن أهله كذلك، ويريد أن يبدأ طريق الهداية من جديد، ويسأل عن صفة الوضوء.

        فالوضوء، عندما يريد الشخص أن يتوضأ يسمي وينوي الوضوء، ويغسل يديه ثلاثاً، وبعد ذلك يتمضمض ثلاثاً، ويستنشق ثلاثاً، ويغسل وجه ثلاثاً من منابت شعر الرأس إلى ما انحدر من اللحيين والذقن، وعرضاً إلى فروع الأذنيين، ثم يغسل يده اليمنى ثلاثاً إلى المرفق، والمرفق داخل؛ لأن المغيّا داخلاً في الغاية، ثم يغسل يده اليسرى كذلك، ثم يمسح رأسه من مقدمه إلى مؤخره، ثم يمسح ظاهر أذنيه وباطنهما، ثم يغسل رجله اليمنى إلى الكعبين، ويغسل رجله اليسرى إلى الكعبين، والكعبان داخلان في الغسل؛ لأن المغيا داخل في الغاية. وإن توضأ مرة مرة، أو مرتين مرتين، أو ثلاثاً ثلاثاً، يعني: إنه يغسل العضو من أعضاء الوضوء مرة واحدة، أو يغسله مرتين، أو يغسله ثلاثاً، أو يغسل بعض الأعضاء مرة، وبعضها مرتين، وبعضها ثلاثاً، فالأمر في ذلك واسع، ولكن لابد من التأكد من تعميم العضو بالماء، وهذه هي صفة الوضوء، ولكن قد يكون الشخص قد قضى حاجته من جهة أتى بناقض الوضوء وهو الخارج من السبيلين، فحينئذ يستنجي قبل أن يتوضأ، يغسل المحل قبل أن يتوضأ.

        أما بالنظر لنواقض الوضوء، فمنها: إذا توضأ وانتهى بعد ذلك قد يحصل منه خارج من أحد السبيلين، فحينئذ إذا حصل خارج فإنه يكون ناقضاً للوضوء.

        وكذلك بالنظر إلى المرأة إذا توضأت ثم حاضت، أو توضأت ثم نفست، فهذا من نواقض الوضوء، وكذلك الرعاف إذا تسبب فيه، وكذلك القيء إذا تقيأ، وكذلك الخارج من سائر البدن إذا فحش، وكذلك الردة عن الإسلام. وبالله التوفيق.



[1] من الآيات (182-183) من سورة الأعراف.