حكم المغالاة في الصداق المقدم للمرأة علماً بان الأب هو الذي يأخذه ولا تعطى المرأة منه شيء
- النكاح والنفقات
- 2021-09-08
- أضف للمفضلة
الفتوى رقم (1389) من المرسل السابق، يقول: بم تنصحون أهالينا بالنسبة للصداق المقدم؟ علماً بأنه بلغ ثمانية الاف دينار، وكثير من الشباب لا يستطيع جمع هذا المبلغ، وهذا المبلغ يذهب لوالد الفتاة ولا يُعطي ابنته أي شيءٍ من صداقها، وبهذا يتحمّل الزوج كل نفقات الزواج ومستلزماته؟
الجواب:
هذا الجانب سبق الجواب عنه في حلقةٍ ماضية؛ ولكنني أتطرق في هذه الحلقة لبعض الجوانب التي لم أتطرق عنها في تلك الحلقة، وإنما تركت التطرق إليها في تلك الحلقة؛ نظراً لضيق وقت البرنامج.
فهناك جوانب تتعلق بالمهر منها أن يستأثر الأب بالمهر، ونتيجة من نتائج استئثاره بالمهر يزيد فيه؛ لأن مآله إليه. وهذه الطريقة لا ينبغي أن يستعملها الآباء؛ لأن من الأمور التي تنشأُ عنها أن يتأخر زواج البنت؛ لأنه ليس كلّ شابٍ يكون قادراً على توفير هذا المبلغ في وقت مبكر، فتتعطل الفتاة وينشأ عن تعطلها أن تقع في أمرٍ محذورٍ شرعاً، ويكون الإثم على أبيها، وقد يعضِلها أبوها بانتظار أن يأتي شخص يدفع مبلغاَ أكثر، وقد يؤخر الأب زواج ابنته من أجل أن يتحصل على بدلٍ عنها زوجة يتزوجها، فتكون الزوجة التي تزوجها مهراً لابنته، وتكون ابنته مهراً لمن يريد أن يتزوجها، وهذا ما يسمّى بالشغار. والشغار محرم لا يجوز للأب أن يتسبب لا في الأمر الأول وهو العضل، ولا في الأمر الثاني وهو الشغار؛ لأنه قد يُعاقب بوجهٍ من وجوه العقوبات المادية أو البدنية، أو غير ذلك من الأمور التي لا يعلمها إلا الله -جلّ وعلا-، وهو قادرٌ عليها سبحانه وتعالى يُوقعها في الوقت المناسب؛ فعلى الآباء أن يتقوا الله في مولياتهم، فإذا جاءهم من يرضون دينه وأمانته فليُسارعوا في تزويجه. وبالله التوفيق.
المذيع: شيخ عبد الله وأنتم تحاولون أن تجمعوا أطراف هذا الموضوع -جزاكم الله خيراً- حبذا لو تعرضتم لكون الوظيفة إحدى مسببات تأخير الزواج، وأيضاً الدراسة هناك من يحتج بأن ابنته تريد مواصلة دراستها، إذا لم يُعجبه العجب، حبذا لو تعرضتم لهذا شيخ عبد الله.
الشيخ: هذا الجانب أنا ما تعرضت له بالنظر إلى أنه لا يُمكن انضباطه بالنظر إلى أن بعض الناس قد يكون مُحقاً في تأخير زواج البنت لصغرها، فيأتي شخصٌ يطلبها ويرى الأب أنها لا تصلُح للزواج في ذلك السن؛ ولكنه لا يحتج بصغر السن؛ وإنما يحتج بالدراسة؛ لكن إذا اتخذ الآباء الدراسة سبباً من الأسباب، أو اتخذوا الوظيفة التي تُشغِلها البنت من أجل أن يتحصلوا على رواتبها؛ فلا شك أن هذا لا يسوغ لهم.
وقد بلغني عن بعض الوقائع في هذا الباب أن بعض الآباء يؤخر زواج ابنته من أجل الوظيفة، من أجل أن يتحصل على الراتب؛ فالمقصود أن هذا الجانب لا ينبغي أن يسلكه الآباء؛ بل عليهم أن يتقوا الله، فإذا جاءهم من يرضون دينه وأمانته فعليهم أن يُزوجوه؛ لأنه إذا أخّر الزواج فقد يترتب على ذلك مفاسد لا تكون عاقبتها محمودة. وبالله التوفيق.