حكم بعض العادات التي تفعل عند العزاء
- البدع
- 2021-09-21
- أضف للمفضلة
الفتوى رقم (1653) من المرسلتين السابقتين، تقولان: لدينا عادات إذا توفي الميت وهي كالآتي:
نأخذ بُنّاً وفلوساً هذا بالنسبة للنساء وندعو النساء لتناول طعام العشاء ثلاثة الأيام الأولى من العزاء؛ أما بالنسبة للرجال فهم فيأتون من غير دعوة، ويأتون بالولائم ويستمرون لعدة أيام؛ وبالنسبة لنساء أهل الميت، فهن يلبسن لباساً معيناً وهو اللبس الأسود، ومدة الحداد لغير الزوج أربعون يوماً؛ وكذلك عندما يتوفى الزوج تلبس الزوجة لباساً خاصاً وهو الأبيض، فما الحكم؟
الجواب:
أولاً: السُّنّة في هذا الباب من جهة الطعام أن يصنع الطعام لأهل الميت ويقدم إليهم، لقوله ﷺ: « اصنعوا لآل جعفر طعاماً؛ فإنه جاءهم ما يشغلهم ».
ثانياً: أن ما يقدم من الأكل من الذبائح والأرز والبن ومن الهيل وما إلى ذلك إذا كان هذا من تركة الميت، فلا يجوز؛ لأن هذا حق متعلقٌ بالورثة، وإذا كان قد أوصى فهذا -أيضاً- متعلق به هو من ناحية ما أوصى به من خُمس أو ثُلث أو رُبع؛ فيكون تصرفهم تصرفاً في حق الغير، وقد يكون من الورثة قصّار، وقد يكون منهم نساء، والقصّار لا إذن لهم، ووليهم لا يملك الإذن في ذلك، والنساء لا يستأذن.
ثالثاً: إذا كان هذا الشيء من جهة الذين يأتون يقيمون العزاء ثلاثة أيام بالنسبة للرجال وبالنسبة للنساء؛ فهذا ليس له أصل في الشرع؛ وإنما السُّنّة هي تعزية الميت: يعزّى قبل الدفن، أو يعزى بعد الدفن؛ أما تعيين وقت -مثلاً- ثلاثة أيام، أربعة أيام، أسبوع، وبعد ذلك يكون فيه -مثلاً- مخيم، أو يكون فيه محل معدٌّ لهذا الغرض، ويقيمون فيه، ويأكلون ويشربون باسم العزاء؛ فهذا من البدع، وقد ثبت عنه ﷺ أنه قال: « من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد »، فهذا لم يقع لا في وقته ﷺ بالنسبة لمن مات من الصحابة، ولم يفعله الصحابة لمّا مات ﷺ، ولم يفعلْه الخلفاء الثلاثة بعد موت أبي بكر، والخليفتان بعد عمر لم يفعلاه لعمر، وهكذا بالنسبة لبقية الخلفاء، وهكذا بالنسبة للصحابة، فلم يثبت هذا عن رسول الله ﷺ قولاً ولا فعلاً، ولم يثبت -أيضاً- عن أحد من خلفائه، ولا عن صحابته، وقد ثبت عنه ﷺ أنه قال: « عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي »، الخير كلّه في التمسك بسنته ﷺ، واتباع هديه، يقول الله -جلّ وعلا-:"قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ"[1].
فعلى هذا الأساس لابدّ من فهم سُنته ﷺ في هذا الباب، وبعد ذلك يتّبع في هذه السُّنّة، وقد بينت ذلك بالنسبة لصنع الطعام، وكذلك بالنسبة للعزاء. وبالله التوفيق.