تفكر في الجنة والنار، ويوم البعث والقبر وتحس بخوفٍ كبير وتتمنى أن تموت ساجدة
- فتاوى
- 2021-07-18
- أضف للمفضلة
الفتوى رقم (6095) من المرسلة السابقة، تقول: عندما أفكر في الجنة والنار، ويوم البعث والقبر أحس بخوفٍ كبير وأفكر في مصيري كيف سيكون أفي الجنة أم النار، وأدعو الله أن أكون من عباده الصالحين المستحقين لرحمته ومغفرته لكي أدخل الجنة؛ ولكنني أخاف ما بعد الموت؛ فالملاهي في هذه الدنيا كثيرة وكثرة الغفلة أشغلتنا، وأتمنى من الله أن أموت وأنا ساجدة في صلاتي، فما قولكم في أفكاري هل هي صحيحة؟
الجواب:
من توفيق الله للإنسان حصول اليقظة في قلبه، فيفكر في حالته من جهة علاقته بما شرع الله من ناحية امتثاله لما أمر به وترك ما حرم عليه، وكذلك النظر في العواقب التي سينتقل إليها هذا الشخص ابتداء من القبر. فكون الإنسان يفكر هذا التفكير هذا طيب؛ ولكن ما ينبغي التنبه له هو أن ما أمر الله به وسائل ترضي الله -جلّ وعلا-، وأن ترك ما حرم الله وسائل ترضي الله -جلّ وعلا-، وأن ترك ما أوجب الله أو فعل ما حرم الله دون عذرٍ شرعيٍ يعذر الله العبد فيه؛ كلّ هذا من وسائل غضب الله -جلّ وعلا- على العبد قلّت هذه الوسائل أو كثرت، ولهذا يقول الله -جلّ وعلا-: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ"[1]، ومعنى ذلك أن العبد يحرص دائماً في الليل وفي النهار على استخدام الوسائل التي تقربه إلى الله -جلّ وعلا- بفعل الأوامر وبترك المحرمات، وليحرص على تجنب الوسائل التي تغضب الله -جلّ وعلا- وذلك بترك واجبٍ أو فعل محرماً بغير عذرٍ يعذره الله -جلّ وعلا-، فإن هذا يكون من أسباب غضب الله، فهو بهذا يبعد عن الله من جهة ويقرب إلى الشيطان من جهةٍ أخرى، والله -جلّ وعلا- يقول: "اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ"[2]، فالله يدعوك إلى الجنة؛ ولكن إبليس هو الذي يدعوك إلى النار، فعلى العبد أن يتقي الله -جلّ وعلا- وعندما يحصل منه شيءٌ من التقصير أن يرجع إلى الله وأن يتوب إليه، فإن الله -جلّ وعلا- أرحم بالعبد من نفسه. وبالله التوفيق.