Loader
منذ سنتين

توجيه لمن يطالبون زوجاتهم بحقوقهم عليهن، ولا يعطون الزوجات الحقوق المفروضة عليهم؟


الفتوى رقم (5081) من المرسلين السابقين، يقولان: نرجو منكم التوجيه لأولئك الذين يطالبون زوجاتهم بحقوقهم عليهن، ولا يعطون الزوجات الحقوق المفروضة عليهم؟

الجواب:

        الله -جل وعلا- هو المشرع والرسول ﷺ مبين للقرآن؛ كما في قوله تعالى: {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا}[1]، وقال ﷺ: « ألا وإني أوتيت القرآن ومثله معه »، فالسنة مبينةٌ للقرآن وبناءً على أن التشريع يأخذ من القرآن ومن السنة فقد فرض الله حقوقاً للزوج على زوجته، وفرض حقوقاً للزوجة على زوجها فقال تعالى: {وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ}[2]، وقال: {وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا}[3]، وقال: {الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ}[4]، إلى غير ذلك من الآيات التي تحدد المعالم التي يسلكها الرجل في أداء حقوق زوجته، وتسلكها الزوجة في أداء حقوق زوجها، وبناءً على أن الطرق المبينة لحقوق الزوج على زوجته وحقوق الزوجة على زوجها واضحة.

        فالمتعين على الزوج أن يفهم هذه الحقوق التي عليه، وأن يؤديها، وأن يفهم الحقوق التي له ويطالب زوجته بأدائها.

        وهكذا بالنظر للزوجة تفهم الحقوق التي لها وتطالب زوجها بها، وتفهم الحقوق التي عليها وتؤديها لزوجها.

        وبناءً على سلوك هذا المسلك من الزوج ومن الزوجة لا يكون هناك مسلك للتعسف بحيث أن الزوج يطلب من زوجته أكثر من حقوقه أو يمنعها الحقوق التي لها يمنعها كلها أو بعضها، وهكذا بالنظر للزوجة فلا تسلك مسلك التعسف فتحرم الرجل من حقوقه التي له عليها أو تحمل الرجل حقوقاً ليست لها. وبالله التوفيق



[1] من الآية (7) من سورة الحشر.

[2] من الآية (228) من سورة البقرة.

[3] من الآية (19) من سورة النساء.

[4] من الآية (34) من سورة النساء.