Loader
منذ 3 سنوات

حكم الطرق التي تفعل عند وفاة الميت من قراءة القرآن وإقامة المآتم


  • البدع
  • 2021-09-08
  • أضف للمفضلة

الفتوى رقم (1433) من المرسلة أ. ن، من العراق، تقول: ابني تُوفي في فتنةٍ هناك، وأحزنني ذلك كثيراً؛ ولا سيما أنه في سن العشرين، ولنا طرق نسير عليها عند الممات، منها ما يعلمه فضيلتكم من قراءة القرآن والمآتم، ثم قراءة القرآن لمدة عام عند قبر الميت، وما إلى ذلك. لو تفضلتم بنصحي كيف تتصرف والأحوال كما ذكرت؟

الجواب:

        أولاً: أنه لا يجوز للإنسان أن يفعل بدعةً يتقرب بها إلى الله -جلّ وعلا-؛ سواءً كان هذا لنفسه، أو كان لغيره.

        وما ذكرته السائلة من الأمور التي تُفعل للميت، هذه كلها من البدع، وقد ثبُت عن الرسول ﷺ أنه قال: « إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث » وذكر منها الصدقة الجارية، ومنها ولد صالح يدعو له، ففي إمكان السائلة أنها تتصدق عن ولدها بالمال، وتتصدق عنه -أيضاً- بالدعاء تدعو له، وتتصدق عنه بالمال.

        أما مسألة قراءة القرآن وما إلى ذلك؛ فلا يجوز لها أن تفعل ذلك لا بنفسها؛ وكذلك من جهة الذين يستأجرون أشخاصاً يقرؤون القرآن عند قبر الميت.

        ثانياً: أن هذه الأمور تحتاج إلى تكاتف من المجتمع التي توجد فيه، كلّ شخصٍ يكون مسؤولاً عما يخصه، ولهذا يقول الرسول ﷺ: « من رأى منكم منكراً فليُغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه... الحديث ».

        فكلّ شخصٍ من أصحاب المجتمع صاحب العلم يتكلم في علمه، ويبين للناس هذه الأمور المبتدعة، وخطيب المسجد الجامع كذلك وإمام الجماعة كذلك، وكذلك القاضي الذي يقضي بين الناس بإمكانه أن يُبين للناس أن هذا الأمر لا يجوز، وكذلك الجهات المسؤولة من ناحية التنفيذ التي تملك منع هذا، بإمكانها أن تستخدم سلطتها في هذا الجانب وتمنع هذه البدع، فهناك سلطة علمية تبيّن للناس ووجوهها مختلفة ذكرتُ جملةً منها، وهناك سلطةٌ تنفيذيةٌ تستطيع أن تمنع الناس من هذه البدع، « وكلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته »، والأقربون إلى الميت هم أولى من يتحمل هذه المسؤولية؛ يعني: يقومون بها من ناحية منع هذه المنكرات، بدلاً من أن يتعاونوا على إيجادها وتنميتها وتطويرها وتكثيرها. وبالله التوفيق.