هل تعجل المسلم وجزعه من أقدار الله وعدم صبره ينفي كمال الإيمان ويضر المسلم؟
- القدر
- 2022-03-02
- أضف للمفضلة
الفتوى رقم (11637) من المرسل ع. س، من أُوثال، يقول: قال النبي ﷺ: « عجباً لأمر المؤمن إن أمر كله له خير وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن »، ويقول ﷺ: « ما يصيب المؤمن من وصبٍ ولا نصبٍ إلا كفّر به من سيئات »[1]، الرسول تعجب من حال المؤمن في السراء والضراء، وأخبر أن المصائب تكفّر الذنوب لكن المؤمن يتعجل ويجزع من أقدار الله ولا يصبر ولا يحتسب، فهل هذا ينفي كمال الإيمان ويضر المسلم؟ أرجو البيان والإيضاح أحسن الله إليكم.
الجواب:
الإيمان له علاقة بأعمال القلب، وله علاقة بأقوال اللسان، وله علاقة بأفعال الجوارح، ومن قواعد الإيمان عند أهل السنة والجماعة أنه يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية، والطاعة قد تكون من فعل الجوارح من قول اللسان أو من أفعال القلب.
وهكذا المعصية قد تكون من أفعال الجوارح، وقد تكون من قول اللسان، وقد تكون -أيضاً- من أعمال القلب.
والشخص عندما تقع عليه مصيبة من المصائب فهذه المصيبة قد تكون بسبب ذنبٍ اكتسبه؛ كما قال -جل وعلا-: {وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ}[2]، وكما قال -جل وعلا-: {ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ}[3]. وموقفه من هذه المصائب التسليم والرضا والصبر، فيسلّم ويرضى ويصبر بحيث إنه لا يكون في قلبه ولا مثقال خردلة من التسخّط وعدم الرضا على هذا الأمر الذي وقع عليه؛ لأن هذا الأمر الذي وقع عليه قد يكون بسبب ذنبٍ أصابه، ويكون تكفيراً لهذا الذنب الذي أصابه، وقد يكون من باب الابتلاء والامتحان، كما قال -جل وعلا-: {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ (155) الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (156) أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ (157)}[4]، فلا بد من التسليم والرضا والصبر، وبهذا يحصل على الأجر.
أما إذا تسخط ولم يرضَ بقضاء الله وقدره فإنه لا يثاب على ذلك. وبالله التوفيق.
[1] أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب المرضى، باب ما جاء في كفار المرض(7/114)، رقم (5641)، ومسلم في صحيحه، كتاب البر والصلة والآداب، باب ثواب المؤمن فيما يصيبه من مرض أو حزن أو نحو ذلك حتى الشوكة يشاكها(4/1992)، رقم (2573).