حكم بعض العادات التي تفعل عند العزاء
- البدع
- 2021-09-24
- أضف للمفضلة
الفتوى رقم (1811) من المرسل ج. أ. ن من جدة، يقول: في مدينة بيش في منطقة جيزان نجد المواطنين يتقيدون ببعض العادات التي أعتقد أنها تخالف السنة النبوية، فمثلاً في مدينة بيش وقراها نجد السيدات عندما يتوفى أحد أفراد العائلة يستمرون في البكاء مدةً طويلةً جداً، ويقلن: يا فلان يا أبو كذا؛كما لو كان المتوفى لا زال على قيد الحياة، ونجدهن يلبسن أقذر الثياب لمدةٍ طويلة، وإذا حدث أن إحدى الجارات لم تفعل مثلهنّ؛ فإنهنّ يلمنها ويقلنّ لها: أنتِ تخافين من زوجك. وجّهونا ووجّهوهم جزاكم الله خيراً.
الجواب:
ما ذُكر في السؤال هو من النياحة التي نهى عنها الرسول -صلوات الله وسلامه عليه-، ووصفها بأنها من الكفر في قوله ﷺ: « اثنتان في الناس هما بهم كفرٌ: الطعن في النسب، والنياحة على الميت »[1]، وهذا الكفر ليس هو الكفر الذي يخرج عن الإسلام؛ ولكنه كفرٌ دون كفر، وكذلك قوله ﷺ: « أربعٌ في أمتي من أمر الجاهلية لا يتركونهن، الفخر في الأحساب، والطعن في الأنساب، والاستسقاء بالنجوم، والنياحة »[2]، فهذا بيانٌ من الرسول -صلوات الله وسلامه عليه- أن هذا العمل يكون موجوداً؛ ولكن كونه موجوداً لا يكون في ذلك تقريرٌ لشرعيته، فقد بيّن النبي ﷺ أنه كفر.
فالواجب على أولياء أمور النساء أن يمنعوهنّ، والواجب على جهات الاختصاص التي تكون موجودة في تلك الجهات من القضاة ومن الأمراء ومن الدعاة إلى الله؛ وكذلك من ولاة الحسبة عليهم أن يتعاونوا فيما بينهم؛ وبخاصةٍ يظهر من هذا السؤال أن هذه عادةٌ عامة في تلك الجهات فواجبٌ عليهم أن يتعاونوا فيما بينهم لإزالة هذا المنكر.
إذا مات الميت قد يحصل شيء من البكاء الخفيف، قد تدمع العين؛ ولكن لا يقول العبد إلا ما يرضي الله -جلّ وعلا-، ولهذا لما مات ابنٌ للرسول -صلوات الله وسلامه عليه- وذرفت عيناه عليه، قال له أحد الحاضرين من الصحابة رضي الله عنهم : وأنت يا رسول الله؟ قال: « العين تدمع، والقلب يخشع، وإنا بك يا إبراهيم لمحزونون ». أو كما قال ﷺ ، « وهذه رحمة يجعلها الله -جلّ وعلا- في قلب من شاء من عباده ». وبالله التوفيق.
[1] أخرجه مسلم في صحيحه، كتاب الإيمان، باب إطلاق اسم الكفر على الطعن في النسب والنياحة على الميت(1/82)، رقم(67).