صحة قول: استفت قلبك ولو أفتاك الناس
- شرح الأحاديث
- 2021-07-19
- أضف للمفضلة
الفتوى رقم (6208) من المرسلة ن.أ.م، تقول: ما مدى صحة هذا القول: استفت قلبك ولو أفتاك الناس. هل هو حديث وما معناه؟
الجواب:
جاء رجل إلى النبي ﷺ فجلس وسكت فقال له الرسول ﷺ: « جئت تسأل عن البر؟ » قال: نعم، قال: « البر ما اطمأنت إليه النفس واطمأن إليه القلب، والإثم ما حاك في النفس وتردد في الصدر وإن أفتاك الناس وأفتوك » فالإنسان عندما يريد أن يقدم على أمر من الأمور قد يجد راحة وقد يجد قلقاً، فإذا وجد راحة وسكن إلى هذا الأمر فهذا يغلب على أن هذا الأمر من الأمور المحبوبة لله -جلّ وعلا-؛ ولكن ليس هذا مطرداً في الناس؛ لأن الله -تعالى- قال: "فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ"[1]، فإذا كان الشخص على فطرته فإن هذا هو الذي عندما تسكن نفسه إلى أمر يكون محبوباً، وعندما تنفر يكون مكروهاً؛ أما إذا كانت نفسه مريضة لكثرة المعاصي كمن يزاول كثرة المخدرات والزنا وسائر المحرمات الأخرى فهذا تكون نفسه قد تعودت أنها لا تسكن إلا إلى هذا النوع من الأعمال، فسكون الشخص إلى ارتكاب جريمة الزنا، أو ارتكاب السرقة، أو ظلم الناس، أو استعمال المخدرات هذا لا يعني أن هذه الأمور من البر؛ فالمقصود هو أنه يتنبه إلى هذا وأن هذا ليس على إطلاقه؛ بل هذا يكون خاصاً بمن سلمت فطرته؛ أما من فسدت فطرته فلا تكون هذه الفطرة الفاسدة أساساً لقبول ما رأته حسناً وردّ ما رأته سيئاً. والرسول ﷺ حينما قال هذا الكلام يريد بذلك النفس المفطورة على الفطرة السليمة المذكورة في قوله:"فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ"[2]. وبالله التوفيق.