Loader
منذ 3 سنوات

معنى حديث « اشفعوا تؤجروا » وحكم الوساطة في الإسلام


الفتوى رقم (447) من مرسل لم يذكر اسمه، يقول: ما معنى قول النبي : « اشفعوا تؤجروا، ويقضي الله على لسان رسوله ما يشاء » [1]، وما حكم الوساطة في الإسلام؟

الجواب:

قول النبي : « اشفعوا تؤجروا » هو أن الشخص قد يُظلم قد يُعتدى عليه يمنع من حقه، فيأتي إلى شخص ويطلب منه أن يذهب إلى الشخص الذي منعه حقه، يطلب منه أن يتصل به، وأن يكلمه من أجل حصول حقه الشرعي، فيذهب هذا المطلوب منه إلى الشخص الذي منع الحق ويشفع عنده، ويجعل الله على يده حصول هذا الحق؛ فبهذا يندفع ظلم هذا الظالم، ويحصل الحق لصاحبه، ويحصل الأجر للشافع. وحصول الأجر للشافع ليس مشروطاً بحصول المطلوب؛ وإنما مشروط بحصول بذل الوسائل التي تمكّن هذا الشخص، فإذا بذلها فالأجر حاصل بإذن الله. وأما حصول المطلوب فهذا إلى الله، ولهذا الرسول قال: « اشفعوا تؤجروا، ويقضي الله على لسان رسوله ما شاء »، وهذا الدليل وإن كان مقولاً بالنظر إلى الصحابة وإلى الرسول فهم يشفعون، والله جل وعلى يوقع على لسانه ما يريد، وإن كان بين الرسول وبين الصحابة فهو -أيضاً- قاعدة عامة للناس.

ولكن فيه ناحية أخرى تتعلق بالشفاعة، وهذه الناحية هي أن الشفاعة قد تكون لحصول أمر محبوب فحينها يؤجر الشخص على ذلك؛ لأن الرسول لا ينبغي أن تطبق عليه الشفاعة في الحالة الأولى؛ إنما يشفعون عنده في الأمور المحبوبة.

لكن هذه الحالة انقلبت في عصرنا هذا، فتغيرت الموازين، وانعكست المقاييس، وصارت الوساطة التي يعملها كثير من الناس إما أن تكون لإبطال حق، أو لإحقاق باطل، وقليل من الناس من يسعى لإحقاق حق أو إبطال باطل، فمن سعى لإحقاق حق فهو مأجور، ومن سعى لإبطال باطل فهو مأجور، ومن سعى لإبطال حق أو لإحقاق باطل؛ فإنه مأزور غير مأجور. وبالله التوفيق.



[1] أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب الزكاة، باب التحريض على الصدقة والشفاعة فيها(2/113)، رقم(1432)، ومسلم في صحيحه، كتاب البر والصلة والآداب، باب استحباب الشفاعة فيما ليس بحرام(4/2026)، رقم(2627).