Loader
منذ 3 سنوات

أصل مقولة (اختلاف العلماء رحمة)


الفتوى رقم (6939) من المرسلة السابقة، تقول: "اختلاف العلماء رحمة "ما أصل هذه المقولة؟

الجواب:

        الله سبحانه وتعالى جعل الناس على طبقات، وقد قال -تعالى- في آخر سورة الأنعام: "وَهُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلَائِفَ الْأَرْضِ وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ"[1].

        ومن وجوه التفضيل وجود أهل العلم ولكن ليس كل من انتسب إلى العلم يوصف بأنه عالم، وأن له الحق في الدخول في فهم كتاب الله وسنة رسوله ﷺ، فمن العلماء من يكون مجتهداً مطلقاً، ومنهم من يكون مجتهد مذهب، ومنهم من يكون مجتهداً في نوعٍ من العلم، ومنهم من يكون مجتهداً في مسألة؛ إلى غير ذلك من طبقات العلماء.

        وبناءً على ذلك فلا بدّ من النظر -أولاً- في الأشخاص الذين حصل بينهم الخلاف، وإذا تحققنا صلاحية كل واحدٍ منهما للدخول في مجال الخلاف مع صاحبه ننظر إلى المسألة التي اختلف فيها وإلى نوع الخلاف، فقد يكون الخلاف خلافاً لفظيا،ً وقد تكون هذه المسألة من المسائل التي تحتاج إلى عنايةٍ عظيمة، وإذا كان كل واحدٍ منهما مؤهلاً للدخول في علم الخلاف فقد قال ﷺ: « إذا اجتهد الحاكم فأصاب فله أجران، وإذا أخطأ فله أجر ».

        ومن المعلوم أن المجتهد إذا أصاب فله أجران: أجرٌ على اجتهاده، وأجرٌ على إصابته. وإذا اجتهد وأخطأ يُثاب على اجتهاده وخطؤه معفوٌ عنه؛ لكن إذا كان غير مؤهل ويتخبط في شرع الله فهذا لا يجوز أن يُعتد به في علم الخلاف، ولا يجوز -أيضاً- أن يعتد بما يقوله. وبالله التوفيق.



[1] من الآية (165) من سورة الأنعام.