شخص نشأ على الطاعة ثم انحرف لأسباب فكرية وعقائدية لفترة تزيد عن خمس عشرة سنة. ثم تاب ويقوم بالفرائض وبعض الواجبات؛ ويرى أنه مقصر، هل من قضاء لما فاته؟
- فتاوى
- 2021-07-11
- أضف للمفضلة
الفتوى رقم (5701) من المرسل: م. و. ف، من أريتريا، يقول: عمري خمس وثلاثون سنة، وقد درست القرآن الكريم وعرفت طريق العبادة منذ النشأة؛ ولكن انحرفت عن الدرب لأسباب فكرية وعقائدية لفترة تزيد عن خمس عشرة سنة. والآن الحمد لله قد تبت ولي سنة واحدة بعد التوبة، وأحمد الله على ذلك إذ أني أقوم بالفرائض وبعض الواجبات؛ ولكن أرى أنني مقصر، ماذا عليّ فعله؟ وهل من قضاء؟ ولظروف عملي لا أتمكن من قراءة القرآن الكريم، ولا الاستماع إلى الوعظ والإرشاد كثيراً.
الجواب:
أولاً: عليك أن تشكر الله -جلّ وعلا- الذي فتح على قلبك وردك عن طريق الضلال إلى طريق الهدى.
ثانياً: يجب عليك أن تتوب إلى الله -جلّ وعلا- مما حصل منك من ترك واجبٍ أو فعل محرمٍ، وإذا كانت التوبة من حقوق بني آدم وكنت قد أخذت حقاً مالياً لأحد فإنك ترده عليه. وإذا كنت قد انتهكت عرضاً من الأعراض فإنك تستبيح صاحبه. وإذا كانت الاستباحة أو رد المال يترتب عليهما ضرر أكبر من المصلحة أو ضرر يساوي المصلحة، فإنك تتصدق بالمال على نية صاحبه، وتدعو لمن حصل عليه منك ضررٌ في عرضه تدعو له وتتصدق عنه.
ثالثاً: عليك أن تحافظ على الفرائض في أوقاتها ومع الجماعة، وتحرص على الرواتب قبل الظهر أربع ركعات وبعدها أربع ركعات، وبعد المغرب ركعتان، وبعد العشاء ركعتان، وقبل الفجر ركعتان، وتحافظ -أيضاً- على صلاة الضحى وأقلها ركعتان ولا حد لأكثرها، وتحافظ على صلاة الليل بحسب استطاعتك من جهة المقدار ومن جهة الكيفية. وقد كان ﷺ يصلي إحدى عشر ركعة، وفي بعض الليالي يصلي ثلاث عشرة ركعة. وعليك -أيضاً- أن تحافظ على تلاوة القرآن ولكن يكون في حدود استطاعتك، فإذا كان في استطاعتك أن تختم القرآن في شهرٍ أو في عشرة أيام أو في سبعة أيام فعلى حسب استطاعتك؛ لكنك لا تنقطع عن تلاوته.
وعليك أن تكثر من ذكر الله الاستغفار والتسبيح والتهليل، فقد قال النبي ﷺ: « من قال في يوم: سبحان الله وبحمده مائة مرة غفرت له ذنوبه وإن كانت مثل زبد البحر ».
والشخص قد يترك الاستغفار ظناً منه أنه لم يفعل شيئاً من الذنوب التي يستغفر منها، وهذا غرور في الشخص؛ لأن النبي ﷺ قد غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ومع ذلك يقول: « إنني استغفر الله وأتوب إليه في اليوم مائة مرة ». وبالله التوفيق.