ما المراد المتنطع في الحديث " هلك المتنطعون"؟
- شرح الأحاديث
- 2022-01-06
- أضف للمفضلة
الفتوى رقم (8544) من المرسل السابق، يقول: قال ﷺ: « هلك المتنطعون »؟ما المراد بالتنطع؟
الجواب:
الشخص عندما يتكلم في أمور الدين يكون كلامه ناتجاً عن جهل، وعلى هذا الأساس يكون كلامه فكرياً ويعتقد في قرارة نفسه انه مصيب، وتارة يتكلم الإنسان وهو يعلم أن كلامه هذا ليس بصحيح من الناحية الشرعية وهذا قولٌ على الله، يعني على سبيل التعمد والأول قولٌ على الله بلا علم، وقد قال -جل وعلا-: {وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ}[1]، وقال: قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ إلى أن قال: {وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ}[2] فلا يجوز للإنسان أن يقول على الله بغير علم، ولا يجوز له أيضاً أن يتعمد القول على الله -جل وعلا- أو على رسوله الله ﷺ، وفي هذا يقول الله -جل وعلا- لنبيه ﷺ: {وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الْأَقَاوِيلِ (44) لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ (45) ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ (46) فَمَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ عَنْهُ حَاجِزِينَ (47)}[3].
ومن الناس من يتكلم يكون عنده علم ولكنه يتكلم به على سبيل الفخر والخيلاء والتشدق فيه وما إلى ذلك من أجل لفت نظر الناس إليه، فهذا أيضاً لا يجوز، ومن الناس من يكون عنده مقدارٌ من العلم ويعرف نفسه، يعرف منزلته من العلم ويتكلم في حدود منزلته بالعلم يريد بذلك ابتغاء وجه الله -جل وعلا-، فهو مصيبٌ في قوله من جهة ويبتغي بذلك وجه الله من جهةٍ أخرى، وهذا الشخص لو فرضنا أنه اجتهد في أمرٍ من الأمور وأخطأ لكن يكون في مستوى علمه، يجتهد في حدود مستوى علمه؛ لأن كل شخصٍ من الناس له دائرة اجتهادية، فالحاكم العام له دائرة في اجتهاده في الأمور التي تكون من اختصاصه، والمفتي كذلك والقاضي كذلك والعامي كذلك حينما يريد أن يجتهد لتحديد القبلة وهو في السفر وما إلى ذلك، المقصود هو أن الشخص يسير في حدود دائرة اجتهاده، فإذا اجتهد وأخطأ فيكون خطؤه معفو عنه، ويكون له أجرٌ على اجتهاده، وبالله التوفيق.