الفتوى رقم (3694) من المرسل السابق، يقول: جارٌ لي أخالطه وهو يشرب الخمر، وقد نصحته أكثر من مرة، فماذا عليّ نحوه، هل أهجره، أم ماذا؟

الجواب:

اقتران الشخص بشخصٍ آخر يكون له أسباب، ويكون له أهداف، فقد يكون هناك صداقة، أو جوار، أو رحم، أو غير ذلك من الأسباب والأهداف التي يرجوها الشخص من الآخر، يعني: مصالح دنيوية، أو مصالح أخروية؛ لأنه قد يقترن به لصلاحه، قد يقترن به لعلمه، قد يقترن به لأدبه، فهناك أسبابٌ طيبةٌ تكون أسباباً لاقتران بعض الناس ببعضٍ، وهناك أسبابٌ مباحة، وهناك أسبابٌ مكروهة، وهناك أسبابٌ محرّمة. فهذا الشخص الذي اقترن بهذا الشخص الذي يشرب الخمر، ما فائدة جلوسه مع شخصٍ يشرب الخمر؟ بإمكان الشخص أن ينصحه خارج البيت؛ ولكن لا يجوز له أن يجلس معه إذا كان بهذه الحالة؛ وبخاصةٍ أنه نصحه أكثر من مرة، فحينئذٍ نصيحته لم تنفع، وحينئذٍ يهجره؛ ولكن لا مانع من الاستمرار في نصحه، يبيّن له ضرر شرب الخمر من الناحية الجسمية، ومن الناحية النفسية، ومن الناحية العقلية، ومن الناحية البدنية، ومن الناحية الدينية، ومن الناحية الأسرية، ومن الناحية الاجتماعية. وبالله التوفيق.