محاسبة الله لعبده الذي خلقه وقدر عليه فعل السيئات
- القدر
- 2021-12-03
- أضف للمفضلة
الفتوى رقم (2312) من المرسل ع. ك، يقول: عندما يخلق الله الإنسان، هل يكتب عليه أن يعمل كذا وكذا، وهل يكتب عليه أن يعمل عمل سوء؛ كالجرائم ونحوها، ثم يحاسبه عليها، أخبروني، جزاكم الله خيراً.
الجواب:
من أركان الإيمان: الإيمان بالقضاء والقدر، فيؤمن الإنسان بالقدر خيره وشره، والله -جلّ وعلا- أرسل الرسل، وأنزل الكتب، والرسل بلغوا عن الله كتبه، وبيّن طريق الخير وأمر باتباعه، وبيّن طريق الشر ونهى عن اتباعه، وجعل في الإنسان استعداداً لمعرفة الخير ولمعرفة الشر، فحينئذٍ يبقى الإنسان بعدما تبيّن له طريق الخير، أو تبيّن له طريق الشر، بعدما تبيّن هذا وهذا، هو يتجه إلى طريق الخير، أو يتجه إلى طريق الشر، ونحن مكلفون بما نعلمه -فقط-.
أما ما كان من علم الله -جلّ وعلا- وراجعٌ إليه، فهذا لا يصح للإنسان أن يدخل فيه، والله -جلّ وعلا- بيّن هذا الأصل في القرآن في عدة مواضع، كما في قوله تعالى: "مَا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللَّهِ وَمَا أَصَابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ وَأَرْسَلْنَاكَ لِلنَّاسِ رَسُولًا"[1] الآية، وكما في قوله تعالى: "وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ إِذَا هُمْ يَقْنَطُونَ"[2]، وكما في قوله تعالى: "ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ"[3]، إلى غير ذلك من الأدلة التي جاءت مقررةً لهذا الأصل، وعلى الإنسان أن يسعى إلى الخير من القصد، ومن القول، ومن الفعل، وعليه أن يبتعد عن الشر من ناحية القصد، ومن ناحية القول، ومن ناحية الفعل، وعليه أن يسأل ربه التوفيق. وبالله التوفيق.